يا جماعة في رجلين حضرا من المغرب العربي هما من تونس من الجزائر
الله أعلم .. بس مو من عندنا و هذا المهم .. لأن لولا اللهجة كان الرجلان
انتهى موضوعهما ..
واحد منهم أدركته المنية و احتار الثاني وين يدفنه ( يعني يواريه الثرى )
فجاء لخاطر الرجل اللي بقي على قيد الحياة أن يذهب للوالي ..في دمشق ذاك الحين
وفعلاً الرجل ماكذب خاطره حمل حاله و راح للوالي يخبره أن صديق عمره توفى
بالشام و هو من المغاربة .. يعني مقطوع من شجرة لا عائلة ولا أهل ولا ولد
سأل الوالي الرجل : شو عند صديقك ممتلكات ؟؟؟
الرجل المغربي احتار وقال للوالي : و الله ما أخبر عند صديقي شي سوى التالي
قال الوالي : أخبرنا به ..
الرجل المغربي : عنده حصيرة نصها ذهب ونصها ماذهب ..!!
استغرب الوالي شو هذا الحصيرة اللي نصها ذهب ونصها ماذهب
وسأل المستشار (مو الشبث هالمرة يمكن يوسف أو ريال ) وقال له مستشارنا ماهي الحصيرة اللي نصها
ذهب ونصها ماذهب .
رد المستشار : و الله يا حضرة الوالي هذي و الله أعلم سجادة فارسية عجيمة مصنوعة من الذهب و ماء الذهب
فرح الوالي .. و قال للرجل المغربي أكمل يا هذا ماذا يوجد عند صديقك من ممتلكات ..
المغربي : يفكر أي عنده رحمة الله عليه مكنسة نصها لولو ونصها لي لي ..
كالعادة والينا هذا مافهم شو يعني سأل المستشار للمرة الثانية
الوالي : مستشار .
المستشار : نعم والينا ..
الوالي : شو هي المكنسة اللي نصها لولو و نصها لي لي ..
المستشار : عفواً حضرة الوالي هذه مكنسة مصنوعة من اللؤلؤ ترى هالمغاربة عظمهم من ذهب .
الوالي : فرحااااااان و طلب من المغربي المغترب في بلاد ما بتفهم لهجته أن يكمل مالدى صديقه المتوفي من أملاك .
المغربي : كان عند المرحوم إن شاء الله جوز مراكب في بحر القفة .
الوالي : ماعاد فيه عقل خلاص طااااااااار .. وسأل المستشار للمرة الثالثة ماهذا جوز مراكب في بحر القفة
المستشار : ياسيدي و العلم عند الله أن في المغرب بحر اسمه بحر الكفا .. و الرجل المتوفي يملك مراكب ( زوارق ) عدد 2 في هذا البحر ..
فرح الوالي و انتعش وصار عنده أمل يحصل على الثروة المزعومة وينعش حال الشعب و الرعية .
سأل الوالي المغربي : شو عند صديقك أيضاً ..
المغربي : مافيش مولانا ..
الوالي : إذن فليدفن صاحبنا المغربي في أرقى مدافن الشام و يصلى على جثمانه في مسجد بني أمية .
و ليكرم في جنازته خير إكرام ولتقام مجالس العزاء على روحه ثلاثة أيام .
فرح المغربي بصراحة للخبر الصادر عن الوالي الدمشقي .. ومضت الثلاثة أيام و انتهى العزاء ..يا كرام
أمد الله في أعمار من يقرأ الكلمات .
و باليوم الرابع استدعى الوالي الرجل المغربي للحصول على الكنز و الفوز بالثروة الهائلة ..
وذهب الوالي و المغربي إلى الخان حيث كان يقطن المغربيان ..
و الخان هو ( فندق صغير بدائي ) يعني مو فورسيزون .
المهم ودخل الوالي الخان ( الفندق الصغير) برفقة المغربي الحزين ..وقال للمغربي
هيا يا رجل أين العقود و المستندات التي تثبت ثروة و ممتلكات صاحبك ..؟
قال المغربي : مافي داعي حضرة الوالي للمستندات فثروة صاحبي رحمه الله هي هنا ..
استغرب الوالي كيف للثروة أن تكون في ذاك النزل الوضيع ..
قال الوالي : هاتها لنراها ..
فقام المغربي متهالكاً على نفسه و أحضر حصيرة ( الحصيرة هي قطعة من قش توضع تحت السجاد لكي لا يتأكل )
و قال للوالي هذه هي الحصيرة اللي نصها ذهب ونصها ماذهب .. أدرك الوالي للتو أن الحصيرة قديمة و متأكلة من أطرافها و قد أكل الدهر عليها وشرب فلم يبقى منها سوى أجزاء .
صمت الوالي بعد شعوره بالصدمة .. وقال للمغربي أين المكنسة اللي نصها لولو و نصها لي لي .
المغربي : هذه ياحضرة الوالي مكنسة من قش اشتريناها من احد الأسواق و الثمن كان مناصفة بيني وبين المرحوم .
صمت الوالي لعل في الثالثة مرابح بلا خسارة .. وسأل المغربي أين جوز مراكب في بحر القفة
( القفة هي سلة من قش ) كان يوضع فيها بيض و خلافه قبل ظهور الثلاجات .
أحضر المغربي سلة فيها نعلين مهترئين وفقيرين للغاية ..
أدرك الوالي أن للمغاربة العرب مقاصد في لهجتهم مختلفة عما قد نفهمه نحن وأنتم و فهم أن المتوفى كان يملك نعلين أو خفين باليين في قعر سلة القش تلك ..
و عاد الوالي الى القصر مصاباً بخيبة أمل وأما المتوفى فقد دفن في مقابر دمشق وعاد الآخر الى المغرب
و خلصت الحكاية ....
المفضلات