الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلاَّ على الظالمين وأشهد أن لا إله إلاَّ الله ولي الصالحين ورب الخلائق أجمعين ، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله أمام المتقين صلى الله علي وعلى آله وصحبه أجمعين : أما بعد . إن نعيمَ الحياةِ ومُتعَتَها، لا تكونُ إلا في بيتٍ سعيدٍ، وسعادةُ البيتِ، لا يحُققُها إلا دينٌ صحيحٌ وخُلقٌ سمحٌ، وأَدبٌ رفيعٌ، ينضَمُ إلى ذلك صفاءُ الودِ، والحِفظُ المُتبادلُ بين القرينين، في الحضرِ والغَيبَةِ، بيتٌ سَعيدٌ ، ظاهرُهُ الحشمةُ ، والمهابةُ ، وبَاطِنُهُ العفافُ والصِّيانةُ ولكن قد يُكدرُ مثلَ هذا الصفوِ .. ما يحصُلُ في الزواجِ من تكاليفِ باهضةٍ، وإرهاقٍ للزوجِ وأُسرَتِهِ ، بالمُغالاةِ في المُهورِ ، ومُتطلباتِ النساءِ ، من ذهبٍ وملابسٍ وقد يبقى الزوجُ ، فقيراً عدةَ سنينٍ بسببِ هذا الزواجِ ، وتبقى الزوجةُ شبحاً أمامَهُ حيث كانتْ السببَ ، فيما تحملَّهُ من دُيونٍ وأثَقَلَ كاهلَهُ من نفقاتٍ ، وتبقى الزوجةُ هي الأخرى ، في ضيقٍ وضنكٍ وتعاسةٍ ، حيثُ فقدتْ السعادةَ الزوجيةَ المطلوبةَ ، بفقَدِ زجِها، ،بسببِ همِّ الديونِ التي أثقلتْ كاهلَهُ ، فشغلتُهُ عنها ... فالمُغالاةُ في المُهورِ ، والإسرافُ في الحفلاتِ والتباهي بكثرةِ الحُلي والأثاثِ ، تجعلُ الكثيرُ من الشبابِ يحُجمونَ عن الزّواجِ المُبكرِ ، لعدمِ استطاعتِهم لمُجاراتِ الآخرين ، وتبقى الفتياتُ محبوساتٍ في بيوتِ أوليائِهن ، وفي ذلك مضارٌ وقد يترتبُ عليه مفاسدٌ ، فتعنتُ أولياءِ أمورِ الفتياتِ ،وطلبُهم مُهوراً مُرتفعةً ونفقاتٍ باهظةً ، لمْ يأمرْ به الدينُ وليس من الحكمةِ ، ولا من المصلحةِ في شيءٍ ، ولم يكُنْ من هدي الرسولِ الكريمِ صلى اللهُ علي وسلم ، فقد زوّجَ ابنتَهُ بِدرعٍ ، ويقولُ الفاروقُ ، رضيَ اللهُ عنه ،[ لا تغلوا في صُدُقِ النّساءِ ، فَإِنها لو كانت مكرمةً في الدّينِ ، لكان أولى النّاسِ بِها النّبيُ صلى اللهُ عليهِ وسلّم ] ، وقد قالَ النّبيُّ صلى الله عليه وسلّم {إذا أتاكم من ترضونَ خُلقَهُ ودينَهُ فزَوّجوه ،إلاَّ تفعلوا تكنْ فتنةٌ وفسادٌ عريضٌ}وقال تعالى[ وَأَنكِحُوا الأَيامىَ مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِن عِبَادِكُمْ وإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِن فَضلِهِ واللهُ واسعٌ عَلِيمٌ ]
وصلى الله وسلّم على نبينا محد وعلى آله وصحبه
المفضلات