"المال و البنون زينة الحياة الدنيا " , و لو خير الإنسان بين المال و البنين لاختار البنين , إنهم لؤلؤ الحياة و زخرفها , قرة أعيننا هم , سويداء القلب نهديهموها دون ما أدنى تردد.
جل اهتمامنا رعايتهم و حمايتهم من كل ما قد يعترض سبيلهم , و في غمرة رغبتنا في حمايتهم نظلمهم دون ما قصد و جون ما انتباه.
رائع أن يكون للإنسان تأثير إيجابي حيث يستقطب الآخرين و يلفت نظرهم بما زرع الله لديه من خصال حميدة و أخلاق رفيعة و مبادئ ولدت من رحم الشريعة السمحاء.
يكبر و ينمو التأثير الإيجابي بداية في شخصية ومفاهيم الفرد بدايةً بمنزله حيث يتولى والداه تربيته التربية المثلى ويقومان على تنشئة ابنهما تنشئة حسنة و صالحة ، يتعلم منهما الدين و العبادات فيؤديها على الشكل الذي ينبغي ، ويكتسب من والديه الطباع الحسنة من تسامح و من مودة و رحمة فيساعد ذلك كله على زرع بذار الايجابية في شخصيته وبالتالي منحها للآخرين وجذبهم نحو تلك الثمار التي أينعت في مداركه ومفاهيمه و عقله.
وصعب جداً أن ينزوي الفرد دونما عامل مؤثر في الآخر فلا هو قادر على استقطاب الآخرين و غير قادر على اللحاق بمن يستطيع خلق مؤثر محبب للنفس و صديق للأفئدة .
وكما لذي المؤثر الايجابي عوامل ساعدت في تنمية مؤثراته الايجابية كذلك ذي المؤثر السلبي تعرض لمؤثرات سلبية ضمن بيته فاكتسب ذلك وبالتالي كان فرداً في مجتمع غير مؤثر أو ذو تأثير سلبي .
ذلك ما أود التركيز عليه آلا وهو البيت برأيي أن صاحب التأثير السلبي قد ترعرع في بيت رأى فيه
مشاهد متناقضة وأخرى غير سوية فمن الشائع لدينا أن الابن البكر لامه حبيب و آخر العنقود لآبيه قريب و من بينهما بين هذا و ذاك ,و في أحيان أخر نجد أن لا أول العنقود و لا آخره يحضى بهذه الخصوصية , خصوصية مفرحة محزنة مفرقة , ناشرة لأحاسيس ضغينة غير تلك التي جبل عليها الإنسان في حبه لأخيه. هي تصرفاتنا اللاواعية التي تعصف و ترمي بالإخوة إلى غياهب الحقد و الكراهية و الغيرة .
حقد كراهية و غيرة هي نتاج تصرفات تلقائية غير مراقبة من الآباء , تصرفات تبدأ بأتفه الأمور و تنتهي بدمار نفسي و صراع اسري عاطفي ...., فأنت خذ هذا و لا تخبر أخاك , وان اشتريت لك شيئا فليس بالضرورة أن اشتري لأخيك , وان قبلتك لا داعي لتقبيل أخيك و تصرفات أخر عديدة , و الأخ يلا حظ ,يقارن و يكبت الأحاسيس و للكبت يوما صراخ و انفجار.
و الزمن يمضي و الصغير يكبر و ماذا يكبر معه غير أحاسيس مظلمة , مظلومة ظالمة , هذه الاحاسيس لن تترك أحدا من الأطراف الثلاثة يعيش في سلام بل ستنسف بكل معنا جميل للحب الأسري.
ماذا ننتظر نحن كآباء من شخص نحطمه بهذه الطريقة و نحطم فيه أنبل مشاعر الأخوة و حب الوالدين ؟
كيف نطالبه بحب أخيه و قد أجهضنا هذه المشاعر و بآلام عميقة لا تتحملها تلك المضغة البريئة الرقيقة .
رغم أن ديننا نهى عن مثل هذه التصرفات و أن الأب أو الأم سيأتي مائلا يوم القيامة إلا أن كثيرا من الآباء لا يعي خطورة المفاضلة بين الأبناء و عدم العدل بينهم إلا بعد حصاد ما تم زرعه في الابن.
ومما سبق نستنتج أن للوالدين دور هام وفاعل في تنمية مشاعر المحبة و الولاء و العطاء لدى ابنهم ومنها يخلق معه المؤثرات الايجابية أو السلبية فاكتساب العدل في التعامل جسر قوي لبناء مشاعر ايجابية متفاعلة .
المفضلات