المناسبه:
بعد وفاة الوالد (يرحمه الله) قمت بتصفية جميع اعماله واملاكه في مدينة عرعر وآخرها تأجير البيت الذي كان يسكن فيه مما اضطرني إلى الانتقال للسكن في الفندق باقي الايام(وكان لذلك تأثير عميق في نفسي واحسست بأنني غريب في ديرتي) وهذا الاحساس من اشد الاحاسيس التي تؤثر في النفس البشريه0 لذلك قررت مغادرة عرعر لعدم وجود حاجه لبقائي فيها0
خرجت منها قبل اذان الفجر بقليل واثناء مغادرتي كنت اشاهد خلفي من خلال المرآة الاماميه اضواء عرعر والتي بدأت تتلاشى مع ابتعادي عنها حتى اختفت تماماً بسبب المسافه وتداخل سناها مع سناء الفجر وذلك عند وصولي إلى المنطقه الواقعه بين شعيب الهلالي(30كم شرق عرعر) وشعيب ابا القور(40كم شرق عرعر)0
ففي اللحظه التي اختفت فيها انوار المدينه بدأت المعانات الحزينه وتملكني شعور عميق بالحزن المفرط كشعور من اهال للتو التراب على قبر اعز انسان لديه0 واحسست بانني لن ارى المدينه التي ولدت وترعرعت فيها مره آخرى0
ونتيجه لهذه الضروف ولدت هذه القصيده التي ارجوا ان تنال رضاكم:
لله اشكـي دمـعـةٍ احرجتـنـي = تحدرت بين الهلالي وابـا القـور
من حرهـا حسيتهـا احرقتنـي = يا حر دمع اللي على البعد مجبور
حاولت اكفكفها ولكـن عصتنـي = استرسلت بالدمع من غير محظور
تبكي ومن كثر البكـا ازعجتنـي = ياشين هل الدمع مع شقة النـور
سألتهـا الاسبـاب ولاجاوبتنـي = واثر السبب قدامها كان منشـور
امرآية الموتر هي اللي انكبتنـي = يوم اعكست ماكان بالخلف مستور
لمحـت فيهـا صـورةٍ دمرتنـي = لحظة تلاشى منها آخـر الـدور
لحظة فـراقٍ بالآسـى جللتنـي = اكسر العبرات والقلـب مفطـور
ابكي على دارٍ بعرعـر حوتنـي = عشرين عامٍ كلها عـز وسـرور
واليوم اشوف الدار تقل انكرتنـي = حسيت بالغربه وانا داخل السـور
والله ماانسى ديرتي لـو نستنـي = لو جرعتني الهم والغم والجـور
لو عنها سـود الليالـي حدتنـي = يبقى غلاها داخل الجوف محفـور
احمد عبدالرحمن العريفي
(نديم المجره)
المفضلات