شاب وسيم في مقتبل العمر
في مناسبة ... زواج
مسك المدخنه ( المبخره ) وأخذ يلف بها الرجال لتطييبهم
قبل وجبة العشاء ..!!
تلك الوجبه الدسمه ..!!
فأنحنى امام ذلك الشيخ وطيّبه بالبخور
وأسدل الشيخ شماغه لمعانقة رائحة العود الكمبودي ..
وما أن فرغ الشيخ من التطيّب
قال الشيخ وهو منهمك بالحديث مع جليسه على ( المركى )
حتى قال على عرسك ( أي أتطيب على زواجك )
فرد الشاب سريعاً
على بنتك .. !!
أعجبني رد الشاب
الشاب جاءني بالمدخنه .. !!
وما أن فرغت من التطيّب ..
حتى قلت له
على عرسك
رد سريعاً
وأنت قبلي .. !!
لفت أنتباهي ذلك الشاب مع دعوات الزواج
ورده السريع .. عليها
هذا ماحدث الليله في مناسبة زواج ودعاني للكتابه عن الزواج
تكتظ هذه الأيام مناسبات الزواج في محيطنا الأجتماعي
فكل أسبوع لابد من عريس قريب
أو عروس قريبه ..!!
فنرى البذخ في الزواج
إما في صالات الأفراح .. !!
والتي تجاوزت مبالغها الخيال ..!!
او في تلك الولائم الدسمه والتي تذهب بعد الأيجاب عليها
الى حاويات مخصصه يُجمع فيها فائض الولائم .. !!
وغير ذلك من أمور البذخ ( كالطقاقه ) مثلاً ولا أعرف كم تكلف
ولكن ما أسمع عنه أنها تغني الأغنيه المطلوبه بسعر مختلف
عن ماتتقاضاه عن الليله الواحده ..!!
ويبدئ المعرس ببذخ وأحلام لحياة ورديه قادمه ..!!
وما أن تمر السنين ( طبعاً بالخيال او حسب مايكون حالياً ممن تزوج سابقاً)
حتى يعود من كان ذلك الشاب معه المدخنه ( المبخره )
وقد بدأت شرارة الشيب في رأسه
وخلفه أبنه يتلوه
وبعد الفراغ من التطيّب تقول له
على عرسك
فيرد
خلنا نتخلص من الأولى .. !!
هنا علامات التعجب الى مالانهايه
لماذا ؟؟ ( سؤال يدور في الذات فقط )
ربما لكل منا أجابه .. !!
هل هو الفراغ العاطفي بعد الزواج .. !!
أم حب التجديد .. !!
الزواج شراكه بعقد .. !!
بين الزوج والزوجه العقد ربما الكتابه فيه تنظيميه لكن
توثيقه مع الخالق بنية صافيه وعلاقة دائمه وعقد روحاني أكثر منه كتابي .
هي استمرار البشر على نهج صحيح وصريح
الزوج ...
يبدأ رحلة الزواج بقرض واستعداد منقطع النظير ...!!
ثم البحث عن بيت الزوجيه وتأثيثه ..!!
نهاية ذلك الاستعداد عصر الزواج عند أحد الحلاقين فيبدأ بتنعيم ما أخشوشن من الركض
وتبييض ما أسود من لهيب الشمس ..!!
ثم يتأنق ويلبس البشت حتى تظنه أمير ..!!
لا يُلام فهي ليلة العمر ...
ولكن يجب ان نتذكر أن هناك ماهو أهم من هذه الليله
هو بقية العمر .. !!
فالزواج ليس شكلياً بليلته وفرحها وبهجتها ..!!
الزواج ألتقاءاً عاطفياً طويل الأجل .. !!
الزوجه ..
تبدأ رحلتها للزواج بعدة زوايا خوف وترقب
وهل الزوج وسيماً ..!!
وتبدأ بالاستعداد بالتفصيل وشراء مستلزمات الزواج
وربما تدخل في اختيار الأثاث للعش المرتقب
استعدادات كثيره اجهلها ...............!!
من المشغل في ذلك اليوم تنطلق لتملك زمام الأمور في تلك الليله ..!!
فتكون ليلة العمر بهيئتها وشكلها وأناقتها .. !!
هي الأميره المنتظره لذلك الأمير
فتبرز جمالها بشكل صارخ لأستقبال فارس الأحلام
لتخطف بصره وينبهر بها
ليلة الزواج ..
قصر ووليمه وغناء ورقص
والتقاء جسدين وروحين
الجسدين في أبهى الحلل
والروحين ..!!هو محور الحديث
ربما ينسى الشاب أن الزواج ثقافه عاطفيه لا تهم فيها الأشكال
وربما ينسى العلاقات الروحيه هي المستمره وليست الأشكال ..!!
وكيف يستعد بأن يكون هو الشاب نفسه في تلك الليله بعد سنين الرفقه والعشره الحسنه .. !!
وربما تنسى تلك الفتاة بأن تلك الأصباغ ليست الا الراحله مع ساعات الفجر الأولى ..!!
وتبقى في هيئتها الحقيقيه العمر المتبقي ..!!
لماذا بعد شهر العسل ينقلب كل شئ حلو الى مر ؟؟
الأستعداد للزواج هو بالتثقيف للزوجين أن الحياة تفاني
وان الحياة أرواح وليست أجساد
أن الزواج وفاء ..!!
وأن الزوجين كل واحداً منهم أمانه في روح الآخر
وأن تبدأ تلك الليله بالمصارحه أقلها شكلياً
وأن لا يتصنع الآخر الجمال ..!!
وفي قصة شريح القاضي وزوجته زينب أجمل دليل على ضرورة
المصارحه بين الزوجان الجديدان فقد قالت له ( إني امرأه غريبه لاعلم لي بأخلاقك فبين لي ماتحب فأتيه
وماتكره فأبتعد عنه )
هذا ما ينبغي فعلاً ليلة الزواج .
فليلة الزواج ليلة عابره وما تبقى هو العمر السعيد .......!!
هو الزواج الحقيقي ..!!
هو التضحيه بسبيل الرضاء النفسي والأستقرار العاطفي .
والديمومه المطلوبه ..!!
أراءكم
المفضلات