[align=CENTER][table1="width:100%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]

قاتل الله الأمثال الشعبية فإنها أخذت من عقولنا ما أخذت و تركت فيها ماتركت ..
رب امرء تعلق قلبه بمثل شعبي فراح يسير وراء دروب من سراب
ولعل امرء فاض به المثل كما يفيض دجلة على الضفتين فيذهب الماء سدى
فلا زرع يثمر ولا شجر يورق ماء سوى طمي جف فتبخر فانتهى ..


قال قائل من الأباء و الأجداد أن مزمار الحي لا يطرب ..
فانزرع المثل في الالباب كأنه نخل أو كأنه شجيرات الرمان
وراحت الأفئدة و الألباب تبحث عن مواطن لتطرب ذوي العقول و الألباب
وانغرست في غير حيها و موطنها لتثمر أعذب الألحان فيطرب الساهر و الحيران
و يتعم الوجدان بما أتاه من فيض البلدان ..

و استمر مشوار التطريب لسنوات .. و ظن صاحب المزمار بأن القوم ترنموا على صدى النغمات
اعترك مع حالك الليالي و حارب شمس النهار .. ظناً أن مسعاه قد لفت الأنظار ..
وأن لعزفه من هو في انتظار .. و تمر السنون و يعقبها نهار إلى أن اكتشف العازف
أنه مخطئ في التقدير و أنه أخطاءَ في المسار ..
وبأن القوم لا يطربون إلا لصاحب الدار ..

وقع المزمار مترنحاً .. تبعثرت الألحان كأنها خرجت من معركة الغبراء ..
وبات يتلفت في كل الجهات إلى أين يمكنه العودة بل إلى أين يمكن الارتحال
فلقد مكث بين القوم بضع سنين .. وألف العزف على أوتار من حنين
ولكن ... كانوا من المترفين .. رُميَ العازف و أشجانه في سلات المهملين

هي تلك نهاية من يعزف بغير أرض الأهلين .. ينبذه القوم وكأنه مهين
فالمثل القائل مزمار الحي لا يطرب كان أكذب القائلين .. بل مزمار الحي من ثلة المطربين

[/align][/cell][/table1][/align]