[align=CENTER][table1="width:100%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]
كانت ولازالت وسائل الإعلام بكافة أنواعها تواكب الأحداث الجارية على كل ساحة
و كانت الساحة العراقية من ضمنها بل وفي أوليات الخبر .
اعتمدت وسائل الإعلام على نمطية البث المسلسل أي بإيراد كل خبر بشكل مستقل
مما أدى إلى غموض رؤية و صعوبة قراءة منطقية لمجموعة الأحداث الواقعة و المترابطة
على الساحة العراقية أو العربية بشكل منطقي ومفهوم .
فالمتتبع لوسائل الإعلام سيلاحظ نمطية البث المسلسل :
- نوري المالكي حليف الولايات المتحدة يطالب بانسحاب القوات الأمريكية .
- من جهته بوش و الجمهوريين أدلوا بتصريحاتهم بضرورة بقاء القوات في العراق
- استمرار المفاوضات السرية الأمريكية - الإيرانية داخل وخارج المنطقة الخضراء .
- أردوغان زار العراق و أعلن عن مشروع شراكة تركية - عراقية .
- الشيخ سعد الحريري يزور العراق .
- تزايد التحركات داخل العراق حول ملف قانون النفط وعودة التحالف السني
إلى الائتلاف الحكومي .
مسلسل من عدة حلقات يبث لنا أخبار مشرذمة دون إيضاح العلاقة بما يحدث
فوق الصفح الساخن العراقي
فكيف يطالب المالكي بانسحاب القوات الأمريكية و هو يعلم علم اليقين بمجرد
خروجها سوف يخرج معها من بغداد ، من جهته بوش و الجمهوريين يبدون
تأييداً لفكرة الانسحاب و المعروف أن انسحاب القوات الأمريكية من العراق هو إعلان
هزيمة أمريكا في مشروع الحرب ضد الإرهاب وسقوط استراتيجية الأمن القومي الأمريكي
القائمة على مذهبية الضربة الاستباقية ، و السؤال الذي يطرح نفسه مالذي يدعو بوش
و المرشح المتشدد ماكيين لقبول فكرة الانسحاب المرفوضة من جهتهم طوال
الفترات الماضية كونها تمثل انهزام امريكا واستسلامها؟
استمرار المفاوضات الأمريكية - الإيرانية يتلازم مع الحشد العسكري الأمريكي
حول إيران مع استمرار عمليات.
التعبئة الإيرانية وبروز مفاوضات أمريكية - إيرانية حول البرنامج النووي الإيراني..
و السؤال الذي يطرح نفسه على خلفية تلك الأخبار المعلنة :
لماذا تم إضافة المسار التفاوضي الجديد في أزمة الملف النووي الإيراني ؟
وهل هذا المسار سيكمل المفاوضات في- المنطقة الخضراء -
أم أن تلك المفاوضات ماهي إلا لعبة ضمن سيناريو مؤلف من حلقات و فصول ؟
على خلفية هذه الأخبار و التحليلات يبدو لنا سؤال وجيه :
هل سيفاجئ الطرفان العالم بعقد الصفقات المزدوجة ؟
أم سيكون هناك نجاح لطرف دون آخر باعتماد عنصر المفاجأة كأن يتم ضرب طهران
أو تقوم طهران بتفجيراتها النووية ؟
أم سيبقى الوضع قائماً على ماهو عليه الآن مع استمرار احتلال العراق ؟!
مع استمرار البرنامج النووي الإيراني؟!
زيارة اردوغان للعراق في ظل حرب باردة على خط واشنطن - أنقرة
بسبب استهداف حلفاء واشنطن لحكومة حزب العدالة و التنمية فإن بغداد الواقعة تحت
سيطرة واشنطن أيدت و أقرت الشراكة مع أنقرة ؛ بمعنى مالذي حصلت عليه
واشنطن من أنقرة لتسمح لبغداد الدخول في هذه الشراكة التي جمعت بين حليفها
المالكي و أردوغان الذي يسعى لإبعاد تركيا عن محور واشنطن - تل أبيب
و يسعى لإبعاد أردوغان عن المسرح السياسي التركي ...؟!!
زيارة الشيخ سعد الحريري للعراق و المنطقة الخضراء و النجف ولقاء السيستاني
و التعتيم الإعلامي حولها !!
وسؤال آخر مالهدف من زيارة الحريري للعراق ...!!؟؟
تقول التحليلات أن الهدف من زيارة الحريري للسيستاني التخفيف من التوتر السني - الشيعي
في كلٍ من العراق ولبنان ، و بأن الزيارة ذات أهداف اقتصادية تمهيداً لإقامة شراكة
اقتصادية سيترتب عليها ظهور أحد الكيانات الاقتصادية الشرق أوسطية العملاقة ..
برغم البث المصنف للأحداث المتعلقة بالشأن العراقي على الأخص و العربي عموماً
إلا أن نتائج التحليلات تنعطف نحو ترتيب المنطقة باتجاه العودة إلى خيار طوني بلير
المعروف بالخيار السني بدلاً عن الخيار الشيعي و بالنهاية لن نتمكن من وضع خلاصة للأحداث
إلى أن يحل شهر تشرين الثاني القادم حيث من المرجح حسم السيناريو لأزمة النووي الإيراني .
[/align][/cell][/table1][/align]
المفضلات