التاريخ يصنعه الرجال العظام الذين تسجل إنجازاتهم بحروف من ذهب ويتحدث عنها القاصي والداني. كما أنها تصبح جزء من تاريخ الأمة وتصبح جزء من التاريخ الحي الذي يبقى حاضراً في الذاكرة.
كما أن توثيق التأريخ له قيمته في سبيل ذكر الحقيقة وإبقائها دون خدش أو تزوير أو نسيان. ونظراً لقلة التوثيق لتاريخ وسيرة زعماء القبائل إلا أن ذلك لا يعني وجوب إهمالها. وقبيلة شمر من قبائل الجزيرة العربية التي لعبت دوراً مهماً في تطور سياق الأحداث في فترة من الفترات وكان هناك رجالاً بارزين كان لهم دور كبير في خدمة قبيلتهم ومجتمعهم وإعلاء شأنها والقيام على مصالحها.
ومن هولاء الشيوخ والفرسان البارزين من قبيلة شمر، الشيخ هباس بن فهيد بن هباس الذي اشتهر بهباس بن هرشان وعاصر حكم الرشيد وأيضاً آل سعود.
ولد هباس وفقاً لأرجح الأقوال حوالي عام 1868م في مدينة حائل لأسرة من حاضرة حائل وينتسب لعشيرة الويبار من عبده من شمر, وعزوته " أخو شاهة". وقد تعلم الدروس الدينية وأبدى نبوغاً مبكراً في مجال الفروسية والهيجاء مما جعله يلفت نظر الأمير محمد بن عبدالله بن رشيد. فكانت أول الغزوات التي شارك فيها مع الأمير محمد بن رشيد وهو في سن مبكرة حيث لم يتجاوز سن هباس العشرين عاماً. كان ذلك عندما غزا الأمير محمد بن رشيد أحد قبائل الشمال (بني صخر) وأبلى هباس بلاءً حسناً في المعركة.
أما ثاني غزوة لهباس مع محمد بن رشيد فكانت على بني عطية وكانت للثأر من اعتدائهم على رجال بن رشيد الذين ذبحت ركابهم وسلبت عدتهم وسلاحهم (كان الاعتداء على سبر بن رشيد- والسبر كما هو معروف الذي يرسل لمعرفة أخبار وقوة الخصم). فلما بلغ الخبر ابن رشيد عقد العزم على غزوهم وسرى عليهم بالليل يريد الوصول لهم قبل هروبهم, لكن هباس أشار على ابن رشيد بأن الطريق وعّر ويجب عدم الاستعجال, قال ابن رشيد مخاطبا حمود العبيد الرشيد " آمنا بالله يا حمود .. ترا العبدي رأيه مبروك" حيث أقاموإ بناء على نصيحة هباس. وكان الأمير قد سأل قائلاً: من اللي أبوه ساءل عن خاله- كي يسبر الخصم؟ قال هباس أنا ياطويل العمر, واذا تأخرت الوعد الركاب المذبوحة وقام هباس بالمهمة الجسيمة وأجهض على أحد فرسان خصومه.
كما كان لهباس مشاركات حربية مع الأمير عبدالعزيز المتعب الرشيد, الذي كان هباس أحد الملازمين له والمقربين منه. حيث شارك هباس في أحدى المعارك ضد قبيلة عتيبة العريقة وكان أن وقف أحد فرسان عتيبة بشدة وشجاعة في وجه جيش شمر وهو سواد بن ركيان ولكن هباس أستطاع أن يصوبه ويغير اتجاه المعركة. ومما يذكر في هذا الشأن أن هباساً وأبن ركيان تقابلا عند الملك عبدالعزيز بن سعود وسأل الملك عبدالعزيز ابن ركيان قائلاً: هل تعرف هباس بن هرشان ياسواد؟ فردّ قائلاً: "هذا شأن الرجال".
ومن ضروب الشجاعة والفروسية التي أبداها هباس أنه يوم موقعة الطرفية (المعروفة أيضاً بالصريف) عام 1901م, كانت جيوش شمر بقيادة الأمير عبدالعزيز المتعب ووزع بيارق جيش الخصم (ابن صباح) على فرسان شمر ومن ضمنهم هباس, واستطاع هباس الإتيان بأحد بيارق الخصم.
كما أن من شجاعة وفروسية هباس أنه كان نازلاً في أحد الأيام على أم رضمة ومعه جماعته وتعرضوا للغزو من أحدى القبائل (مطير) وأستطاع هباس صد الغزاة, وتعرف هذه الموقعة بكون أم رضمة.
ولعل ما يكثر تناقله في كتب التراث عن هباس وعلاقته بحكام حائل هي علاقته الخاصة جداً مع الأمير عبدالعزيز المتعب الرشيد حيث كان يوم موقعة روضة مهنا التي قتل فيها الأمير عبدالعزيز المتعب عام 1324هـ أحد الملازمين له في هذه الحادثة. وقد أورد المؤلف فهد بن مارك هذه الحادثة في كتابه "من شيم الملك عبدالعزيز", الجزء الأول (1400هـ, صفحة 136-137), حيث ذكر في هذا الشأن "كان عبدالعزيز بن رشيد يعتمد على الفارس هباس بإسناده الملمات الحربية الكبار ذات الشأن الخطر إليه, وهل تريد أكبر دليلاً على ثقة ابن رشيد بهباس من أنه في الليلة التي قتل فيها الأمير عبدالعزيز بن رشيد كان هباس أحد الفرسان الثلاثة الذين اختارهم الأمير وانتخبهم من الآف فرسانه ليقوموا بمهمة (سبر) قوم الأمام عبدالعزيز ]بن سعود[... وأن هباساً يؤكد ]للمؤلف[ أنه كان ومعه رفيقه يسيران وسط فرسان الأمام عبدالعزيز على صهوتي فرسيهما, وتغلغلا بين الجيش المهاجم حتى بلغا مسافة قريبة من أميره, ثم عاد هباس إلى أميره فأخبره بالهجوم الذي شنه عليه الإمام عبدالعزيز في آخر الليل". وكان هباس قد نصح الأمير عبدالعزيز بعدم الخروج من المخيم أو أن يخرج معه, لكنه الأمير عبدالعزيز رحمه الله أصر على الخروج حتى اقترب من جيش الخصم وكان مقتله (وفقاً لرواية المؤرخ فهد بن مارك), وكان قد أوصى هباس بالبقاء مع أبنائه, متعب و مشعل حتى يعود إليهم.
ومن المآثر التي تذكر للشيخ هباس دوره البارز في فك الحصار الذي تعرض له الأمير سعود بن رشيد في الجوف نحو 1338هـ, بالرغم أن هباساً قد أبتعد كغيره من شيوخ شمر في تلك الفترة عن أبن رشيد, لكن عندما أرسل الأمير سعود بن رشيد ابن عمه الأمير عبدالله بن طلال إلى شمر يستنجد بهم نظراً لصعوبة الموقف الذي كان يمر به عطفاً على قوة خصمه أبن شعلان. وقد أورد ذلك فهد بن مارك في كتابه "من شيم العرب", الجزء الثالث, (1420, ص 838). وكان للعوني القصيدة المعروفة التي نخا فيها فرسان شمر, وكان هباس من ضمن هؤلاء, وذلك في البيت التالي: وين هباس وبرجس هم وربع له......وين عبده إلى ما حل ضبضابه. وكان هباس قد نزح مع جماعته شمالاً لكن عندما وصلهم المرسول هبت شمر جميعاً للنجدة. وكان من ضمن الفرسان الذين شاركوا شمر في هذه الموقعة الفارس المشهور ناصر بن سرحان من قبيلة العجمان. وكانت جموع شمر قد اقتربت من الجوف وقال عبدالله الطلال ومعه فهران الصديد وغيرهم, نريد من يبلغ سعود بقدومنا واستقر الرأي على هباس وكان هباس وفهاد بن مسطح وأكثر من عشرين آخرين ممن حاولوا كسر الحصار لكنه تم إطلاق النار عليهم من قبل الخصم وتعثروا في الوصول ورجعوا, سوى هباس وفهاد بن مسطح الذين تمكنا من الوصول لأبن رشيد وأبلغ هباس الأمير سعود بن رشيد عندما قابله أن شمر جت كلها, وارفعوا البيرق الصبح ونمشي على ابن شعلان. وفي هذه المعركة قتل فهاد بن مسطح وقتلت فرس هباس وأصيب في فخذه. ومما يذكر في هذا الشأن أنه عندما بلغ الخبر أبن شعلان بأن شيوخ شمر وفرسانها (و منهم الشيخ هباس) قد أتوا لنجدة ابن رشيد لم يصدق وقالوا أنه بكى وسأله الذين حوله لماذ يبكي, قال الذي أبكاني هو حميا هالقبيلة. فهذا هباس بن هرشان الذي فك الحصار كان مطلوباً من ابن رشيد.
أما الجزء الثاني من حياة هباس بن هرشان فكان مع الملك عبدالعزيز بن سعود. وكان هباس قد تم سجنه في حائل في عهد الأمير سعود بن عبدالعزيز المتعب, الذي كان الحاكم الاسمي لحائل لصغر سنه وكان الأمر في يد خاله زامل السبهان. وتم إطلاق سراحه بعد إصرار الأميرة منيرة بنت عبدالعزيز المتعب الرشيد على إطلاق سراحه نظراً لمواقفه المشرفة مع والدها. وبعد هذه الحادثة وعدم ارتياح هباس للوضع عند ابن رشيد ابتعد عن الرشيد مثل غيره من شيوخ شمر, واستقر به الأمر في نهاية المطاف عند عبدالعزيز بن سعود الذي رحب به.
أما مسيرة هباس بن هرشان مع ابن سعود فهي أيضاً تستحق الذكر, ويسشهد بها في كثيرا من المواقف للدلالة على شيم وقيم الوفاء التي يتمتع بها الرجال. وكان له مكانة بارزة لدى ابن سعود. ففي الجزء الأول من كتاب "من شيم الملك عبدالعزيز, 1400هـ, أورد فهد بن مارك قائلاً أن هباساً كان الحارس الأمين للإمام عبدالعزيز بن سعود في معركة جراب عام 1333هـ التي كانت من أشرس المعارك التي خاضها جيش أبن سعود وجيش أبن رشيد. ويذكر المؤلف القصة نقلاً عن هباس وكيف أنه كان سبباً لحماية عبدالعزيز بن سعود في تلك الحادثة, بناء على ثقة الأخير به رغم أن فرسان شمر قد اقتربوا من عبدالعزيز بن سعود ولولا وجود هباس معه لتم الهجوم عليه. ويذكر القصة هباس قائلاً أنه قابل ندا بن نهير بعد المعركة, وكان ندا من الفرسان الذين اقتربوا من عبدالعزيز بن سعود لكنه لم يطلق عليه النار. وقال ندا لهباس "لا تظن أنني لم أرك في تلك المعركة, أو أنني لا أعرف أن الذي حلت دوني ودونه هو عبدالعزيز بن سعود, لقد عرفتكما, وأنما الذي منعني عن الإقدام على عبدالعزيز هو أنني رأيتك وضعت نفسك بيني وبينه, وأدركت أن إقدامي على إصابة عبدالعزيز يتعذر, ما لم أواجه أحد الأمرين: أما أن تفاجئني فتقتلني, وأما أن أسبقك وأقتلك وأي واحد منا خسارة على جماعتنا الويبار" (ص 141-142).
كما أورد خيرالدين الزركلي في كتابه "شبه الجزيزة في عهد الملك عبدالعزيز", الجزء الثالث والرابع, ص924, أن هباس كان ملازماً للملك عبدالعزيز في معارك الأخير في الأحساء وأنه عندما أصيب الأمام عبدالعزيز برصاصة في فخذه ذات مره كان جالساً ومعه هباس بن هرشان, وفيصل بن حشر وفيصل الدويش.
كما عرف عن هباس الكرم والحكمة, ومن الأمثلة على سداد رأيه ومعرفته بأمور الحكم أنه يوم حادثة رفحاء بين شمر, التي أصيب فيها العميري, منصوب ابن سعود, والخوف من تداعيات ذلك, خاصةً عندما أتضح أن أطلاق النار على العميري كان من طرف عبده التي أصبحت في حيرة من أمرها, أشار عليهم هباس بالذهاب إلى الملك عبدالعزيز بدلاً من النزوح خارج الحدود. وذهب نايف بن هباس ونواف بن شريم ورفاقهم للملك عبدالعزيز وانتهى المطاف بأن عفى الملك عبدالعزيز عن الجميع وتم حل الموضوع.
إذاً, كانت حياة هباس بن هرشان مليئة بالمواقف والبطولات وضروب الوفاء وشيم الرجال, حتى توفي عام 1958م عن عمر ناهز 90 عاماً, أصبح خلالها أحد فرسان وشيوخ شمر البارزين والمعروفين على مستوى القبائل كافة. وما ذكر في الواقع هو جزء مهم من سيرته وبكل تأكيد أنها لا تحكي جميع المآثر والانجازات التي سطرها. فالتاريخ القديم غير موثق بشكل تام سواء في حق هباس أو غيره من شيوخ شمر والقبائل كافة لكن ذلك من أهم بطولات هذا الفارس. ومن القصائد التي قيلت في هباس نورد مطلع قصيدتين قالهما عساف الزبدة المفضلي:
نبـي نسـيـر عـلـى هـبـاس**والا (......) جــيــنـــاهـــم
أنا ربوعي شخوص الناس**وبعض العرب ما نتنصاهم
كذلك مما قاله الزبدة في هباس:
الـعــود يستـاهـلـه هـبــاس**يصبر علـى واطـي الرجلـي
يما يحط بالصحن من راس**بـــه فـقــار مـهــو مـجـلـي
((نايف بن هباس))
وقد أنجب هباس من الأولاد أربعة هم: تركي ونايف وفهيد ومنيف, ولم يعش وينجب منهم سوى نايف بن هباس, الذي سار على خطى والده في المجد والشهامة. وقد ولد نايف بن هباس عام 1336هـ في حائل وترعرع في كنف والده الذي أستقى منه الكثير من خصال الرجولة والشهامة. ويذكر الأديب والمؤرخ أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري في وصف نايف الكلمات التالية "كان من شيوخ القبائل البارزين الذين عرفوا بالحكمة وبعد النظر والحرص على فعل الخير ومساعدة الناس, وقد بنى على ما ورثه من والده, وأسس لنفسه وأسرته سمعة واسعة لدى شيوخ القبائل عامة وقبيلة شمر خاصة: فقد تزعم عشيرة الربيعية من عبده أحد أكبر أفخاذ شمر العريقة". ويستطرد الظاهري قائلاً "وتوافدت عليه أعداد كبيرة من داخل المملكة وخارجها؛ نظراً لما كان يتمتع به من سمعة وشهرة بين القبائل" (مجلة الدرعية, العدد الخامس عشر,1422, ص20).
كما أورد عبدالله بن زايد الطويان في كتابه "رجال في الذاكرة", الجزء الثاني 1419هـ في ذكر نايف بن هباس التالي "هو الأمير نايف بن هباس بن هرشان الهباس, أحد أجاويد العرب المعاصرين, ورث جوده وزعامته من أهله الكرام, ونشأ في حجر والده الفارس هباس بن هرشان الهباس من مشاهير نجد وفرسانها....ويعتبر نايف بن هباس من كبار مشائخ شمر وأثقلهم وزناً لدى القبائل...حيث كان يرحمه الله نموذجاً فريداً للرجولة وعلو الهمة, وأشتهر أمره وأرتفع ذكره بين البادية والحاضرة ." (ص 298-299).
وفي عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود تم توطين نايف بن هباس وجماعته في شمال المملكة وتم اختيار مسمى روضة هباس لهذه القرية التي تأسست عام 1391هـ نظراً لقربها من هشم هباس, الذي توفي ودفن فيه هباس به هرشان, وعلى هذا الأساس تم تسميتها بروضة هباس , التي يبلغ عدد سكانها وفقاً لآخر الإحصائيات (1428هـ) نحو 6000 نسمة. وقد توفي نايف بن هباس في لندن أثناء العلاج في 26/5/1408هـ وله من الأبناء أربعة: متعب, هباس, محمد, خالد. وقد خلفه أبنه متعب في زعامة عشيرة الربيعية ورعاية شئونها والسهر على مصالحها.
ومن المواقف المشهورة لنايف بن هباس دوره البارز في حادثة الكبريت عام 1374هـ عندما نزل الويبار على الكبريت بزعامة هباس بن هرشان وجرت بين قبيلة المرّه والجنده من شمر معركة ووقع فيها قتلى وجرحى من المرَه وأمر الحاكم الإداري على الشرقيه أبن جلوي, الذي أشتهر بقسوته وجبروته, بسجن الشيخ محمد بن جبهان, شيخ الجندة وبعض جماعته في سجن الدمام, وقد تخلت عنهم بعض شمر (كما في القصيدة المرفقة). كما أمر ابن جلوي بترحيل الجندة من الكبريت إلا أن الشيخ هباس رفض إلا أن يرحلوا أو يبقوا سوياً ورحل الجميع ونزلوا على "قرية". وقام نايف بن هباس بالمراجعة بالسجناء لعدة شهور ودفعوا الدّية وتم حل الموضوع. وقد قال بهده المناسبة الشاعر عويد بن رميح الجنيدي القصيدة التالية:
حربـنـا لابـتـك وشـنــوح باغـيـنـه
يحسبونه قصيـد الصيـف وأمثالـي
كــان مريـتَـك مــا يـنـعـرف ديـنــه
جمـعـنـا جـــاك بـالـزهـام جـهـالـي
يـوم ثــار المـشـوك مــن يمانيـنـه
جلعّـت لابـتـك بــه خــف وجفـالـي
عندنـا البـاش والبلجيـك لـه عينـه
مشتريـنـه بــدق النـيـب وجـلالــي
والفـشـق عنـدنـا للـحـرب عابيـنـه
ذاخريـنـه لـيـوم مـوسـمـه غـالــي
نــدري إنــه لـيـا كـلــت عـواذيـلـه
يجلي الامرار ضربه يشعل اشعالي
الجـنـيـدات حـنــا نـزحــم الـزيـلــه
عسـكـر بالمـلاقـا نـعـجـب الـبـالـي
شرنـا مـا نعـرف الحـكـم وتاويـلـه
باللقا مـا نمضّـي بعـض الأحوالـي
شيخنـا(1) شايـب ثقـلـة موازيـنـه
نتقي بـه عـن اللـي مثـل الاجبالـي
ابــو نـايـف تعـلـى فـــي منـازيـلـه
ضـاري مــن قـديـم يلـحـق التـالـي
يـوم جتنـا الحكومـة قـلـت الحيـلـه
قــال قدامـكـم بالبـيـت يــا عـيـالـي
ليـت مــن جــدده بالعـمـر تمهيـلـه
حـط فـي شيبـتـه تسعـيـن رجـالـي
وشيخنا نايف(2) والنـاس تقنيلـه
مـا يحـب الطمـانـة يـرقـب العـالـي
حــــي زحــزيــح يـعّـلــه تـثـريـلـه
ستـة أشهـر يراجـع طـيـب الفـالـي
يشـتـغـل بالـبـراقـي مـــع تنابـيـلـه
شيخنـا مــا قـعـد بالقـيـظ بظـلالـي
مــن نـسـي نـايــف يـعــل تلبـيـلـه
في نهار كثـر بـه قصـف الاجيالـي
يـوم خطـو المسمـى ينفسـر شيلـه
تـارك لابتـه مـا جـو عـلـى البـالـي
يالسناعـيـس دور الـيـوم تـرزيـلـه
تبكي العيـن ومنـه القلـب ينشالـي
كيف محمد (3) سجين ما نراعيله
مـا تقـل حاضـره جهـيـل ورجـالـي
سايقـيـن العشـايـر مــع مخالـيـلـه
فـــدوة للنـشـامـى كـــل الأمـوالــي
..........................
(1) الشايب هو هباس بن هرشان
(2) نايف الهباس
(3) محمد بن جبهان
____________
كما أن من القصائد التي قيلت في نايف بن هباس, القصيدة التالية لسلطان بن جرادة السهلي:
هـذاك بـن هـبـاس راع الجمـالـه
عـز الرفيـق ويحتـمـل كــل زلــه
يسوق دون الجاه مـن حـر مالـه
مـتـعـلـم درب الـمـراجــل يــدلــه
يستاهـل البيضـاء وكـل دعـا لـه
رجل اليا من عاضب الشور حله
من روس عبده ناطحة كـل قالـة
لطـامـة الـعـايـل مـقـاديـم سـلــة
قصيرهم تشرب مـن المـا حبالـه
وفـي دربهـم تشـرب كبـود مغلـة
شمر هل المعروف وأهل الجماله
أقــول قــول والفـعـل شـاهـد لــه
______________
وهذه قصيدة قالها الشاعر عبدالرحمن العطاوي العتيبي (شاعر هوازن) في متعب بن نايف الهباس:
مـتـعـب يـذكـرنـي أسـلـوبـه بـنـايـف
وذكراه ما غابـت لـك الله عـن البـال
شخصـيـة مــن بـيـن كــل الطـوايـف
مـا مثلهـا يذكـر فـي الأول ولا التـال
نايـف ولــد هـبـاس فــوق النـوايـف
ذكـراه فــي قلـبـي لـهـا مـنـزل عــال
أمـارتـه مــا جــت بخـتـم الوظـايـف
ورث عـن الجـدان تشهـد لـه أفـعـال
ابــن رشـيـد أسـمـاه ينـخـا وخـايـف
وين أنت ياهبـاس يـا شيـخ الأبطـال
واستخلفـه نـايـف عظـيـم الخـلايـف
شخصـيـة غـنـا بـهـا كــل مــن قــال
وأنــا بنـايـف لــي بـيـوت شـرايــف
لـولا التـدري عانفـت روس الأجيـال
ياحسين(1) خالك فيه شعري ولايف
وأنته يابو مطلـق علينـا لـك أفضـال
..............
(1) حسين بن مطلق الجبعاء الدويش
___________
كما قال الشاعر ظاهر بن حمود الملا بمناسبة نزولهم قرب روضة بن هباس :
عسى الحيا يسقي مفالي هل الطيب
بـكـل السنـيـن ومقـبـلات الضحـايـا
حـنـا نزلـنـا قبالـهـم قبـلـي الـبـيـب
بحـد السهـل مــن نابـيـات الشغـايـا
سـوو لنـا الويـبـار كــل المواجـيـب
حشمـة وللعطـشـان تمـلـى الـروايـا
هبـاس يرحـب يـوم جينـاه ترحيـب
شيـخ قصـيـره مــا تجـيـه الخطـايـا
عقـب الشيـوخ مدلهـيـن الاجانـيـب
مـا طـردوا عــن الفـيـاض الرعـايـا
شيوخ لهـم بالمجـد مركـز وترتيـب
شـيـوخ يحـلـون العـقـد والقـضـايـا
يـوم الملاقـا عنـد حـرش العراقـيـب
خيالـهـم يـنـطـح جـمــوع وسـرايــا
((كامل النص منقول ))
المفضلات