[align=CENTER][table1="width:95%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]
ذات مساء فتحتُ نافذتي من خلال الماسنجر بنقوش أتقنتها وفوق ديباجة بدفء ذائقتي -حسب ماأظن- قد إخترتها . أبحرتُ في عالمي الصغير ، عالم أهديت مفتاحه للنفائس من الأوانس .
إعتدتُ أن أقفز على ديباجتي وأخالط صحبي وأحبّتي بمزاج يختلف حسب أحوال الطقس فأختار خيـر الأخيــار فهذه ثقيلة وتلك ظريفه ، هذه حزينة وتلك سعيده والخفيفة والرزينه فالعالمة والجاهلة ولكل مقــامٍ مقــال وشكراً لفكرة " خارج الإتصــال " .
فوجئتُ وأنا أتنفس نسيم المساء من نافذتي بطلب إضافة بلطافه ، لزمتُ الصمت بأدب لكوني لست بتلك الحِرافه . تساءلت : من قد تكون ؟ وكيف نالت الفرصه ؟ . كنت أنوي رفض طرقها للباب لولا أن أسمها قد تلّني من الألباب فقد تسمّت بــ " أمك " . لاأنكر ضعفي فقد شدّني الإسم شدّا وبحكم حنيني لحضنها قبلت الإضافة بلطافه وأصابعي تشكو إرتجافه . قلبي ذاب بين أضلعي عقلي ضاع بين الوعي واللاوعي وبحذر خاطبت الطرف الآخر كي لاأُفجعي .
بادلتها الترحيب بترحيبْ والشوق بشكر الأديبْ . سألتها من أنتِ ؟فردّت : أنا أمّك بُنيَّه . لم أُصدّق فطالبتها بصفاء النيّة فلم تُدقق . تقول بأنها ضحكت بشدّه حتى أن صبري قد فاق حدّه .
رشقتها بالسؤال تلو السؤال ، طال الجدال والحال هو الحال فلم تقنعني أو تجزعني ولقد كنت بين المكذّبة والراغبة في التصديق ، إنجذبتُ لها إنجذاباً وفتحتُ للحيرة أبوابا ، أدرَكَتْ بحدسِها ذلك بدأتْ تنقُشً لي أكُفّ الذكريات بنقوش الحنّا الدافئة :
أتذكرين بُنيّتي يوم كُنت أمشّط لك الجدائل كل صباحٍ فتتضجّرين وتتمعّضين ؟ أولم تتهميني بالقسوة في التمشيط وأتهمك أنا بالدلال والكسل والتحبيط؟
أتذكرين صغيرتي حينما كنتِ تقبّلين رأسي وكفّايا كي أقص لك شعرك كديانا بيدايا ؟ فكنت أنهرك فتغضبين وأعود أحضنك فتبكين لعنــادك حتى نلتي منّي مرادك؟
أتذكرين بُنيّتي حين وقفتُ أصفّق لك بين الجمهور خلال تكريمك في الحفل المدرسي ؟ أتذكرين كمُّ هداياك ذاك الصباح ؟ . أنسيتي دموعي وأنا أضمك وألتقط من حضنك بعض الجوائز التي كنت تحملين ؟ .
قالت ذلك وأنا أتنعّم في ديباجة الصمت فلقد كانت تلك الذكريات تداعب وجداني الشَفِـقْ وتحلّق بي في الأفق .
قلت لها رغماً عن قلبي المُصدّق : لكن أمي لاتجيد القراءة أو الكتابه !!
قالت : ويحك ! انسيت بأني أنهيت الإبتدائيه وبأنني نلت في معظم دروسي الدرجات النهائيه !!؟ . ألم أكن أساعدك إن كلّ ساعِدُك الغضّ من كمّ الواجبات وأنتي صغيره ؟ .
قلت : ولكن ليس بين أمي والحاسوب صحبه ولا لها في عالم النت من رغبه.!
قالت : وهل نُولد متعلميــن! .. أنسيتي بأني أهوى التعلّم كل حين ؟!
لتصميمها على مناداتي ولحكاويها عن ذكرياتي للحدس المتبادل بيننا أدركت أنها " أمّــي " .
أحببت الماسنجر ، أحببت ديباجتي ، أحببت المفاجئه ، وقنعتُ باللامستحيل مع الحياه . أغلقت حاسوبي ، نظرت حولي وكأن كل ماحولي يبتسم " حتى الأثاث" الكل يصفّق الكل مبتهج الكل يشاركني الحب ، إلتقطتُ هاتفي إتصلت بها وهمست بأذنها " أحبك أمــي . "[/align][/cell][/table1][/align]
المفضلات