[align=CENTER][table1="width:95%;background-color:black;border:3px solid gray;"][cell="filter:;"][align=center]
بيوت ونفوس من قش سريعة الاحتراق ما إن تذروها رياح حتى تتلاشى و ما إن يشتعل
بينها عود ثقاب حتى تصبح رماداً ..
هي بيوت صنعت من قش و إن كانت تبدو رخامية لكنها مؤسسة على القش و مبنية
على الأغبرة سريعة التساقط سريعة الانهدام .
نفوس من قش خفيفة لا وزن لها يعطيها مقداراً ولا حجم لها يمنحها حيزاً فهي خاوية
كالقن لا تحتوي سوى القش .
بيوت ونفوس من قش سرعان ما تنحدر في مهب أي عاصفةٍ لا تستطيع الصمود أو المواصلة
ولا تملك القدرة على التحمل و الصبر لأنها لينة سرعان ما تنقلع من تربها ..
قش عالم من قش ليس له وزن في المحافل و ليس لديه القدرة على الثبات أمام اللعنات
التي تحيط بماضيه و تاريخه و مستقبله .. فهو عالم من قش سريع الطيران و التلاشي
فلا موجودية مثمرة ولا ثبوت على حق تلونٌ يجعلك تشعر بالضيق .. و خفة في العقل
يجعلك تشعر بالاشمئزاز لأنه عالم من قش .
ليس ذاك وحده المصنوع من قش .. بل خطاباتنا و شعاراتنا وزعمائنا و حكامنا ثلة من قش
تبدو لنا كأنها عظيمة في كلامها الموجه كصواريخ بالستية و تبدو لنا بأنها س/تسحق كل من
عليها و لكن .. لدى لحظة انقشاع رؤية .. تبدو حقيقتها الهشة فهي قش و ستبقى من قش
خطابات صبت عليها لعنة من زمن القياصرة و كأنها مدججة بالديناميت توحي بأن القيامة
الآن وبأن ازالة العالم مهمة سهلة بمجرد الضغط على زر ..
شعارات من قش عشعشت في روابي أدمغتنا فلم نعد نرى سوى أحقاب و تاريخ مشوه
و حاضرٍ لا يمت لمستقبل بصلة كيف لا و الصلة كلها بينهم عبارة عن قطعة قش .
زعمائنا عبارة عن ايقونات من قش مصنوعة من قش فاخر جداً تبدو عليها إمارة الفخامة
و العظمة ، المضحك في الأمر انهم فاقوا في ذاك ونستون تشرشل لدى انتصاره التاريخي
في الحرب العالمية الثانية ، بل فاقوا الاسكندر الأكبر في عصره ولكن أولئك ليسوا بقشاشات
ولاهم من قش .. فكيف تتشبه القشة مع نقيضها ...
وتأتينا جماعات من صلب أوطاننا تحاول ذر القش و الرماد في أبصارنا و ألبابنا و تعمي البصر
و البصيرة عن الحقائق و الحقيقة .. تستوطن عقولنا أمداً و تسكنه قناً من قش دهراً
ولا تكتفي بذاك بل تعتقد بأنها قادرة على وضع العالم في جيبها الصغير فتعلو هتافاتها
في الفضائيات و المحافل وأمام الميكرفونات .. ليس لديها مهمة سوى إثارة المزيد من
القش في زمن أضحى القش هو العملة الرائجة و التجارة الرابحة و الديانة المعتمدة.
أحلام من قش سريعة الاحتراق ب/مجرد شرارة من نار ، و أخلاقٌ من قش سريعة التلاشي
وكينونة مقششة ملونة تبهر الرّأي و إن كان ذاك أعمى بصيرة .
وإن أردنا الخلوص لنتيجة واقعنا ماعلينا سوى احداث شرارة بين حجري صوان لنرى
كيف يحترق كل ماحولنا .. فليس نيرون فقط من أحرق روما .. هناك من يحرقك على
مدار الساعات و يبعثرك على مدى الأزمنة ، أزمنة مرت بها بشرية من كافة الأصناف
و الأنواع و لكن أسواءها على الاطلاق أمة تقتات على القش حتى اضحت قشة
في مهب ريح .
[/align][/cell][/table1][/align]
المفضلات