ورغم كل محاولات الابتعاد عنه إلا أنه يلازمني مثل ظلي ..
وكأن تبعثر ظلي لأحيا في ظلال الألم ...
ومهما حاولت أن ألوذ بكتاباتي لـ الفرح لكن أجد عصياً عن الاستمرار
لأن الحزن مفروض شئت هذا أم أبيت .. فكيف يأتيني الحزن محملاً
بباقات الوجع والبعثرة والاختناق في العبراتِ..
قارنت طقوس بوحي منذ ألف باء ثاء الابجدية الأولى لقلمي
فكانت النتائج مؤلمة معظم أبجديتي توشحها الحزن ..
ومع كثرة الألم تكثر الكتابة ولا احد يعرف لها سراً أنها ملاذ عندما
يكثر الألم فقط ، فالفرح لانعبر عنه بالأبجدية بل بالرقص تحت غيوم
ماطرة أو عابرة أو شمس الربيع الدافئة.
وعندما يسألني البعض لماذا الحزن يسكن حروفك أقع حيرة
الرد وأوشحه بالرمزيات ولكن أنا أكتب أكثر حنيما يكون ألمي أكثر..
ويكثر حزني وألمي عندما اترقب انتظار قد طال ..
ومن حب ولد ولم يرى الشمس في أعماقي ..
من حب أحاول أن أقنع به الطرف الثاني لكنه لم يصدق أني أحبه..
كما يصبح لحزني مذاق الألم إن قلت لأحدهم أنني لا احبه ومع ذلك
يرفض ولا يصدق أني فعلاً لا أحبه..
أحزن لكلمات قلتها لشخص بكل صدق وحب وطهر ومع ذلك يتجاهل
كلماتي و يقتص منها بعضها ويتجاهل البعض الآخر منها.
أحزن عندما اتكلم بصدق مع شخص ويكون الرد شبه ميؤس منه
أو شبه رد فأدرك أني قلت مالايجب أن يقال لكن بعد فوات الآوان.
قد يقرأني البعض ويقول عني أني مازوخية الطباع..لا...لا..
لست ممن يؤمن بنظريات المؤامرة .. بل أهمس بوجعي وحزني
بين السطور والصفحات فلا ملاذ الا إليها عندما تغلق الأبواب..
كل ما أطمح له أن اتابع الحياة بكل معنى كلمة الإنسانية
لكن دائماً أكتشف أنني في رحلة ، محطاتها كانت من حزن وألم.
ولا يزال لدي الالم والحزن مرتبطاً بـ ...
من غاب ولا يفكر ان يعود ..ومن حضر لكن حضوره لم يكن ليغير
أي شيء إن غاب أو حضر...
فكأنما حياتي عبارة عن أحجية من ألف باء تاء ثاء عصية الحل
وكأن حياتي عبارة عن مجرد سؤال لا جواب له ..
وكأنها عبارة عن مدن وعالم وكون لم تخلق إلا لحزني
و ألمي ..
وكأني ولدت لأعيش كالكبار دون العبور ببراءة الطفولة ..
ولأنني لم أعش طفولتي وقد سلبت مني براءتي كان الألم
خبز حياتي اليومي الذي أعيش عليه وأقتاته للبقاء دون سواه
لذلك من يرفض أحزاني وفجائعي ومازوخيتي .. فليتراجع فوراً
عني وعن أحرفي وبوحي .. لأنني سأتألم ...وكلما تألمت سأكتب
وسأكتب وسأمتطي صهوة قلمي دائماً فهو الوحيد الذي يفهمني
يا معشر القراء إن كنتم ترون بأن بوحي يعيدكم لأحزانكم دعوني
وحدي أتهجى وجعي و ألمي و اجتر أحزاني ..
ومن كان منكم بلا حزن فـ يتفضل ويرجمني بما يراه من عتب
أو لـ يرجمني بابتسامة نابعة من قلب لم يعرف الحزن يوماً..
تعريفات مازوخية :
ألم ، حزن ، جحيم ،
احتراق ..
ومن يحرقني سواك
أيهما أصعب ..؟
ضربة مدية على رقبتنا أو أسنان تنهش مشاعرنا..
نضع الطيور في أقفاص لحمايتها من شرائع الغاب
ولكن ننسى أننا سلبنا منها الحرية .
كم جاحدة أنت أيتها الطيور .. لم تفكري أن تقدمي
كلمة شكر لمن سلب منك حريتك لحمايتك من
بنادق الغابـة..
المفضلات