[align=CENTER][table1="width:100%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]
صارت كلمة الإرهاب كلمة مطاطية صالحة لكافة أنواع المشكلات التي تعتري الحياة
بل التصقت المفردة بجزئيات الحياة الصغيرة و تفاصيلها فلم يعد هناك ملاذ آمن منها
أو موئل يؤتمن من امتدادات طيفها فهي تغتال الطيب و البريق و الطفولة و الحب والفرح
كما سيطر الإرهاب على كافة شرفات آفاقنا الفكرية فأضحى يُرى من خلال الحروف و من خلال
الكلمات و الجمل و الأبجدية ككل .
سكن الإرهاب دواخلنا ف/صرنا ارهابيين شئنا أم أبينا سواء اخترنا أو لم نختر ذلك الاتجاه
لكنه سكن ك/سكن الماء لعينها في دواخلنا فأصاب بمقتلٍ قيمنا و مبادئنا وأفكارنا و جلّ
سلوكياتنا و قناعاتنا فانعكس ذلك ك/المرآة على أبجديتنا العريقة فانحازت بالتالي إلى
الترهيب و إلى القمع و التنكيل .
لم نعد نملك طاولات للحوار و ساحاتنا الحوارية أضحت معتقلات لكتّاب الرأي و الكلمة ..
ف عندما نتابع حواراً ما سنرى بكل بساطة سيطرة الإرهاب الفكري دونما الولوج في أعماق
مايسمى الاختلاف الذي ينبري عنه ارتقاء فكري بالقارئ و المتتبع و المهتم على الأخص .
يُنعت بشتى الاتجاهات من امتلك رأياً حراً أو مختلفاً مع الآخر فمن متأسلم إلى ليبرالي
إلى علماني إلى متأمركٍ و متصهين . الخ الخ مصطلحات استخرجت من رحم القاموس لنزفها عرائس على أصحاب الحرف و الكلمة الحرة النابعة من الضمير و العقل و الوجدان .
و ستتحول الساحة الحوارية المؤبجدة إلى ساحة قتال ومعارك و كأنها مشهد من نهر البارد
أيام أزمة لبنان و تتصارع الفرقاء في أرقى مواكب للحوار بحروف مبندقة و أخرى مدججة
بدناميت سريع الانفجار لا يبقي ولا يذر و يبيد فقط .
الإرهاب الفكري ؛ برأيي الشخصي أخطر بكثير من الإرهاب السياسي الذي تقمع
من خلاله الدول العظمى الدول الأخرى .. فهناك يمكن نشوء حالة تفاوض تؤدي الى سلم ما
ولكن إن كانت ذواتنا و أنفسنا و أفكارنا ومانقرأه وما نصادفه قد ولد من الإرهاب و عاش في
الإرهاب و كبر وشاب و هو ضمن أكاديمية الإرهاب فهل نتوقع خيراً لساحة حوار أو لقضية
بالانصاف .. لا أظن ذلك سهلاً .. فالعنف و الإرهاب نكتسبه من حين الولادة بل قبل الولادة
حينما تتعاطى الأم الإرهاب مع زوجها أو أهلها و عشيرتها ؛ و عندما نولد يشترون لنا ألعاب
ذات صلة بالإرهاب الكترونية و مسدسات وبنادق و غيرها ..
وعندما نصبح يافعين نلجأ لأفلام و فضائيات العنف و الإرهاب ك/سقيا لما بذر في داخلنا
من إرهاب ..
و نحمل الأقلام ك/خناجر نغرسها في صدر من حولنا وبعقول من يقرأنا ونرسم لوحات رمادية
ننشرها في كل موطئ قلم ليكون فقط رصاصات اغتيال وقاذفات ابادة جماعية منطلقة من
فوهة القلم فيسود الإرهاب الفكري ويسود الخلاف و تصبح طاولة الحوار ذات مناخ ملاءم
لشتى أنواع الألفاظ و مشاهد الصراخ الذي كان فيما مضى لغة العاجزين و أضحى الآن
لغة الإرهابيين .
[/align][/cell][/table1][/align]
المفضلات