[frame="7 98"]
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم
الحمد لله القائل
( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ )
والصلاة والسلام خير الأنام القائل ( لا يدخل الجنة قاطع رحم ) . متفق عليه , والقائل ( لما خلقت الرحم تعلقت بالعرش فقالت هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك، قالت:بلى، قال فذلك لك ) متفق عليه
أضغط على الصورة أو تفضل هنــا
حكم صلة الرحم : صلة الرحم واجبة ، وقطيعتها من كبائر الذنوب ( اللجنة الدائمة )
معنى صلة الرحم الشيخ محمد صالح المنجد : لقد دعا الإسلام إلى صلة الرحم لما لها من أثر كبير في تحقيق الترابط الاجتماعي ودوام التعاون والمحبة بين المسلمين .. وصلة الرحم واجبة لقوله تعالى ( واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام ) وقوله ( وآتِ ذا القربى حقه والمسكين ) .. وقد حذر تعالى من قطيعة الرحم بقوله ( والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار ) وأي عقوبة أكثر من اللعن وسوء الدار تنتظر الذين يقطعون أرحامهم ، فيحرمون أنفسهم أجر الصلة في الآخرة ، فضلا عن حرمانهم من خير كبير في الدنيا وهو طول العمر وسعة الرزق ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من أحب أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه " ( رواه البخاري ومسلم ) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت : هذا مقام العائذ بك من القطيعة .. قال : نعم ، أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك .. قالت : بلى .. قال : فذاك لك ) ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أقرءوا إن شئتم ( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم . أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم ) صحيح مسلم .
إذا عرفنا هذا فلنسأل من هو الواصل للرحم ؟ هذا ما وضّحه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله ( ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها ) رواه البخاري .
فإذا كانت العلاقة ردا للجميل ومكافأة وليس ابتداء ومبادرة فإنها حينئذ ليست بصلة وإنما هي مقابلة بالمثل ، وبعض الناس عندهم مبدأ : الهدية مقابل الهدية ، ومن لم يهدنا يحرم ، والزيارة مقابل الزيارة ، ومن لم يزرنا يقاطع ويهجر ، فليست هذه صلة رحم أبدا وليس هذا ما طلبه الشّارع الحكيم ، وإنما هي مقابلة بالمثل فقط وليست هي الدرجة العالية التي حثّت على بلوغها الشّريعة .. قال رجل لرسول الله عليه وسلم : إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني وأحسن إليهم ويسيئون إلي وأحلم عليهم ويجهلون علي .. فرد عليه الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن كنت كما قلت فكأنما تسفهم الملّ ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك ) رواه مسلم بشرح النووي 16/ 115 .. والملُّ هو الرماد الحار .. ومن يطيق أن يلقم الرماد الحار أعاذنا الله من قطيعة الرحم .( الإسلام سؤال وجواب )
حكم ترك زيارة الرحم بسبب ما لديهم من منكرات
الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى
السؤال : شخص له أقارب وهو يزورهم صلة للرحم ، ويوجد في بيوت هؤلاء الأقارب بعض المنكرات المنتشرة في هذا الزمان ، وهذه المنكرات لا تغلق بحضوره ولا بعدم حضوره ، فماذا تنصحونه أن يفعل لكي يبقي على هذه الصلة - صلة الرحم - ؟ .
الجواب : لا شك أن صلة الرحم من الفروض العينية ، أي أنه يجب على كل إنسان أن يصل رحمه لأن قطيعة الرحم من كبائر الذنوب ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا يدخل الجنة قاطع ) .. ولكن إذا كان هذا الرجل له أقارب يمارسون الأشياء المنكرة بحضوره وغير حضوره فعليه أن يذهب إليهم ثم ينصحهم ويخوفهم بالله ، ويذكرهم أيام الله ويذكرهم نعم الله ، فإن اهتدوا فهذا هو المطلوب ، وإن لم يهتدوا فهو معذور بعدم الذهاب إليهم ، ويكفي أن يتكلم معهم بالهاتف أو يراسلهم بالكتابة ، وإنما كان معذوراً ؛ لأنه إذا ذهب إليهم فلا بد أن يجلس معهم على منكر، فإن من جالس قوماً على منكر وهو قادر على أن يفارقهم كان عليه من الإثم مثل ما عليهم ؛ لقوله تعالى ( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ ) النساء:140 .. وهو معذور في هذه الحالة ، لكنه يمكنه أن يصلهم بالهاتف أو بالكتابة .
اللهم .. ألهمنا القيام بحقك .. وبارك لنا في الحلال من رزقك .. ولا تفضحنا بين خلقك .. يا خير من دعاه داع .. وأفضل من رجاه راج .. يا قاضي الحاجات .. يا رفيع الدرجات .. يا مجيب الدعوات .. يا رب الأرض والعرش والسماوات .. هب لنا ما سألناه .. وحقق رجاءنا فيما تمنيناه .. يا من يملك حوائج السائلين .. ويعلم ضمائر الصامتين .. أذقنا برد عفوك .. وحلاوة مغفرتك .. يا أرحم الراحمين .. اللهم صلي على محمد وعلى آله وصحبه الأخيار .. عدد ما طار طير وطار .. وعدد ما استغفر المستغفرون في الأسحار .. وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين .. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .
أخوكم ومحبكم في الله
طاب الخاطر
1 / 6 / 1429هـ
[/frame]
المفضلات