[align=CENTER][table1="width:100%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]


إنّ إيجادَ علائقَ بينَ بني البشر قائمةٌ على محاورَ أساسيةٍ وأخرى ثانويَة
في أزمنةِ التشظي و الشتات و التشويش يبدو أكثرَ صعوبَةً وأكثرُ تعقيداً
من أي وقتٍ مضى.
ف لبناءِ أسسَ ذاتُ كينونةٍ متشابِهَة يلزمُ الكائنَ قدرةٌ فائِقَةٌ في التبصرِ
و امتلاكِ البَصيرةِ .

لكنْ يغلبُ أحوالنَا ك بشرٍ ضبابيةُ الرؤيا و كثافةُ الظلامِ في كلِ ما يحيط بنَا
فنتخبطُ ك العميانِ في سراديبِ الظلمةِ و في متاهاتِ الصممِ الذي باتَ
أقربُ إلينَا من شعاعاتِ النورِ المنبثقةِ من أعماقِ وفضاءاتِ الروحِ النورانيةِ

في أزمنةِ العمى اللافيزيائي و الصمم القسري ل طابعٌ ودليلٌ على عجزنا التام
و المنفعل إزاء كل مايحيط بنَا من أحداثَ و ظروف فصرنَا نستخدم الصممُ و العمى
ك دريئةٍ ل نحمي ما تبقى منا من أشلاءَ إنسانيةٍ إزاء تعرضنَا ل نكسةٍ أو نكبةٍ
أو غدرٍ ارتسمَ في صحيفةِ البقاءِ و الوجودَ الإنسَاني .

كثيرةٌ هي الحالات و الدلالات التي تبرهنُ لنا على مدى استخدامنا قناعاً لتكفيف
العيون عن رؤيةِ الحقائق المعلومةَ و المجهولةَ و استخدامنا ل عازل من رصَاص
ل صمّ الأذنينِ عن سماعِ ما لانريدُ سماعهِ أو بالأحرى عما نرفضُ سماعهُ
ف لعلَ المقالَ و الصوتَ قد يضعنا أمام أنفسنا و يسقط كافةَ الوجوه المستعارة
التي نستعلمها لبرهة من زمن ف تصير لدينا عادة و عبادة أن نتقمص ماليس بنا
و أن نمثّل على أنفسنا و على غيرنا أدوار القدرةِ على العبورِ الى الطرفِ الآخرِ
من عالمٍ ترامى الأطراف و تعددَ الجزر و الأرخبيلات ... .!!

إن تجربَةَ الخوضَ في العماءِ و السيرِ بأذنينِ صمّاء تجرُبَةٌ رياديةٌ ل مجتمعاتنا العربيةِ
التي ترفض الهزيمةَ و تستنكرَ العداء و تحلف أيمانَ برب السَماءْ بأن ماحدثَ سوى
كبوة جواد لا بد ناهضٌ بعد حينٍ أو أحيان..

ولكن هيهات أن نخلع عن الأعينِ تلك النظارة السوداء التي ارتدينها من نصف قرنٍ
و لا نزالُ نصرّ على امتطائها لأننا بالأصلُ عميان و قد أصابنا الصمم من زمان ..
فعلى كافةِ الدروبِ نخلقُ المطبات و نحاول أن نشعلَ من أعواد الثقابِ مناراتٍ
ولكن هيهات ف أي صفعة ل ريحٍ ستطفئ مالدينا من أعواد و نعود إلى ظلامِ
أنفسنا و إلى عمى بصرنا وبصيرتنا و نصم الآذان و نصرُ على أن الانتكاسة
كبوة ل حصان ...



[/align][/cell][/table1][/align]