بسم الله الرحمن الرحيم
تمر السنون على الانسان ..
وتمر الاحداث تلو الأحداث ..
والمواقف تلو المواقف ..
والانسان سائر إلى ربه عز وجل ..
مجتهد نحو تحصيل مايصبو إليه ..
ولكن ...
تبقى في حياة الانسان بعض المواقف التي لايحب أن يتذكرها .. ولا أن يذكره أحد بها ..
تبقى مواقف وأحداث هي أشبه ماتكون بنقطة سوداء في حياة الانسان ..
ما إن يتذكرها أو يذكره أحد بها ..
إلا وتغير وجهه .. وفتر عزمه .. وقلت همته ...
ومن منا لم يخطئ .. ؟!
ومن منا لا يريد أن ينسى أو يتناسى بعض اللحظات ..
التي ربما تخلى فيها عن آدميته ... !!
يااااااااه ...
حينها .... لا نتمنى إلا شيئا واحدا ..
ولا ننطق إلا بشئ واحد ..
ياربي سترك ...
الآن عرفت لماذا جعل الله ثواب من يستر على أخيه في الدنيا أن يستره الله في الدنيا والآخرة..
فقد جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم : (من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة )
ما أعظم الستر ...
ياربي سترك ...
نعم ما أعظمه .. وما أبشع الفضيحة ... فالفضيحة بالاضافة لكونها عار .. فهي دافع إلى مزيد من الابتعاد عن الله .. وعدم الحياء من عباد الله .. من باب :
لا صرت رايح كثر فضايح ....!!
انت .. يامن علمت عني شيئا سيئا .. أرجوك .. استر علي ...
انتِ يامن رأيتيني أعصي الله .. أرجوكِ ... استري علي ..
ياربي سترك ..
دعوني أسير إلى الأمام ... فلقد أتعب النظر الى الخلف رقبتي وكاد يكسرها ...
لا أريد أن أتذكر ... يارب أسألك الستر ...
لا تذكرووووني ...
آآآآه لقد فهمت الآن لماذا طلب ذلك العالم من الرجل الذي قتل مائة نفس أن يترك قريته ويذهب إلى قرية أخرى ...
حتى لايذكرونه بماضيه ..!!
وحتى يتخلص من سماع عبارات الاستهزاء والتذكير بالماضي ...!!
يارب سترك ...
اللهم استرني فوق الأرض ..
واسترني تحت الأرض ..
واسترني يوم العرض ...
ومن هنا أوجه كلمة لكل من يعرف عن أي شخص شيئا أن يستر عليه ... عسى الله أن يستر عليك في وقت تكون أنت أحوج فيه للستر ...
يقول الشافعي ... لو كان للذنب رائحة ما جالسني منكم أحد ..
أرأيتم عظم الستر ...
نعم أخطأت ...
نعم أذنبت ..
وأنا الآن أرجو من الله الستر ...
ياربي سترك ...
كتبه
منصور الغايب
27/5/2008
المفضلات