[align=CENTER][table1="width:100%;background-color:black;border:3px double gray;"][cell="filter:;"][align=center]
[align=right]
مُجرّدُ افِتراءٍ .. بَين رمَالٍ وَ أمَواجٍ تَتَعانقُ لهَفَةً للقاءٍ يوأدُ مابيَنَهمُا منْ مَسافَاتٍ.
ليسَت كلّ الأمواجِ في وضعيةِ استِرخَاءٍ إن كانَ الشَاطئُ ذو هُدوءٍ صَاخِبٍ
وليسَت كلّ الرِمالِ مَسكونَةٌ ب الهدوءِ المُدمرِ حتَى تبتلعَ مَا عليهَا من منازلِ
شيّدَت ل تكونَ مأوىَ الأحَلام و مَرسَى الأمنيَة الطافحةِ من عمقِ وجّدٍ شَابَ
وهو يلاحقُ فلولَ الأمواجِ .. و بقايَا الرِمَالِ وتلك الآثارُ المُرتَسمَة في ال/خيَال ...
[/align]
موجةٌ بارِدةٌ :
بعضُهم يُحاولُ أن يظهرَ عكسَ أناهُ ف يَخلقَ لدى مَن حولهِ نظرةً مخَتَلفَة عمَا هوَ عليهِ ف ينجَذبَ وراءَ أناهُ كَ أعمَى بَصَرٍ وبَصيرةٍ و ينتهِج منَهَج أناهُ كأنَهُ ظلٌ أبّىَ أن يفارقهُ و لكن سُرعَان مَا يشَعرَ بالفاجِعَة لدى ظهُورِ الأنَا الحقيقيةِ و تَعَريَهَا عن قشورِهَا فَتَبدو موغلةً في الظلامِ و الانفِصَامِ .
موجة دافئة :
هناكَ رجلٌ ب أمةٍ و هناكَ أمةٌ ب رجلٍ .. وهُناك من يرسمُ خطوطَ الإبداعِ
و هناكَ من يهمشُ الإبداعَ وخطوطِهِ .
ليسَ كلّ ما يقعُ تحتَ النَواظرِ يأتَلفُ معَ الإبداعِ و لو أنَهُ بَدىَ كذاكَ لكنَهُ يبقَى
أجوفٌ مهمَا عَلا إلا أنَ علوهُ مجرّد وهمٍ مرَ كَ عابرِ سبيلٍ ومَضَىَ .
هناكَ من يزينُ لكَ الباطلَ لتراهُ حقَاً و مع ديمُومَة التزيينِ تبهُتُ الألوان الصَارخِة
لتراهَا مُجرّد ألوانٍ عاديِةٍ ف لقَد ذَهَبَ لمعانَهَا وتلاشَى بريقَهَا هكذا هيَ الأشياء .
موجةٌ ساخنةٌ :
أدمنتكَ .. كما يدمنُ الليلُ السَهَر .. وكمَا يُدمنُ العاشِقُ نبضَهُ ..
ومع تَلاشي ظل ل [ أنتَ ] .. تلاشىَ إدمَاني عليكَ و تخلصتُ من جُرعاتِ
الكافيينِ المريرِ من شَواطئِ دمي و من مرسَى أحَلامي و من مساقِطِ أنَاي .
موجةٌ متمردةٌ :
لا ديمومة للجمِيل في حضَرةِ الجَمَالِ .. وفي حرمِ الجَمَالِ نحترقُ الحروفُ..
يمكنُ لشخصٍ ما أن يصنعَ للغيرِ الكثيرَ من الأشَيَاءِ كأنْ يُمهِد لهَم الدَربَ
ولكنَ المُفَارقَة أن هنَاكَ شخصٌ واحدٌ من أولئَكَ يستحقُ فعلاً أن نُمهِدَ لهُ الدَربَ
أما البقيةَ ف سيكونونَ مجرّد عثراتٍ أو حُصياتٍ في دربٍ خلِقَ ليعبَرهُ
فقَط من يستَحقَهُ .
موجةٌ سوداءْ :
نزرعُ الثقَة في حقولٍ لا حدودَ لهَا .. و يتلاشَى بنمُوهَا آثار زمنٍ دفينٍ في الوجَدَانِ
لكنَ عاصفةً ك التي تهبُ في شهرِ تشرينِ يُمكنُهَا أن تَقتَلعَ الثِقَة من جذُورِها وَ يَتَلاشى ما وقرَ في الوجدانِ و ما كنّ في المشاعرِ من شذراتٍ ل ثقةٍ رافقتِ أدراجَ ريحٍ صَرصَر عاتيِة.
و نعودُ ل الخَواء من جديدٍ .. و كأننَا ما عرَفنا و ما سَلَكنَا .. بل كأنَنَا فُقراءٌ نَحتَاجُ
للحبِ و الأصدقاءِ ..نتهربُ منهم خَوفاً من عصَفٍ يهددُ ما تبقى من ذاتٍ ومَا بقي من وجدانٍ .
موجةٌ بيضاءَ:
لا شيءَ يدومُ .. لا شيءَ يبقىَ سوى وجهُ ربكَ ذو الإجَلالِ و الإكرَامِ ..
فمَاذا اعددنَا للقاءهِ و ماذا سطرَنا في الصحُف وماذا وضعَنَا في المَوازينِ..
أعدادُ البشريةِ في تفاقمٍ حادٍ .. و نتيجَة الصِراعِ على البقاءِ برغمِ أنفِ الزَمنِ و القدرِ باتتِ الصُحف سَوداءَ و المَوازينَ خاويَة و الِلقَاء يُحتم خَلقَ ترّهبٍ وقعَ في الجانبِ المسكونِ بالظلامِ من النفسِ .. فمَا من تقَوى ومَا من رحمَةٍ ...
موجةٌ صفراءَ :
الخيانَة ... تحمِلهَا لنا أمواجٌ صفراءَ مُعتلةُ الجوانِبِ تعاني الإجهَاضَ لشدةِ إلقَاء الخيانةِ في يمِ الإنسَانِ .
طبعُ الخيانَةِ خالدٌ في الإنسَان ف لولاهَا لارتقىَ إلى العَليَاء و لولاها لدَخَلَ الجنَة بدونِ حسابٍ ..
لكن يُستحَبُ طعمَهَا تحتَ أضراسٍ تلوكُهَا ثم يبَتعلَهَا لتجريَ منهُ مجرىَ الدِماء
لا تستقرُ في الأمعَاء فهي تلفظَهَا لشدةِ مرارتَهَا .. لذا يبدأُ الخائِنُ في بثِ خيانتَهِ
ك خيوطِ العنكَبوت ف يُلقيها على ضحَايَاه وبعدَ الاعتقالِ في شرانقِها يَقضيَ على الضحايا بزعمِ حُسّنِ الَنوايا .. لكنْ هيهَاتْ .. انتهَى .
موجةٌ ذاتيةٌ :
تُعجبنَا بعضُ العناويَنِ و تُدهِشُنَا ب بريقِهَا و نَنَجذَبُ ك فَراشاتِ حقلٍ نحَوهَا و نُحاول ان نلتَقَي معهَا في وسطِ دروبٍ لا تُعاني من اشمئزازِ الحصَى أو تَعثّرِ الخُطى .
الكلُ حولنَا مجردُ عنَاوين ارتَسمتْ بالمَلامِحِ المُصورةِ ويبقىَ العُنوان ل فلانٍ أو فلانةٍ مجَرّدَ خيطٍ وهَمي قد لا يصلُ بنا إلى جَوهَرهِ فإنْ حدثَ التفَاعُل الكيميَائْي حدثَ الوِصَالُ ...و سَنرىَ تَلاشي الإِعجَابِ إلى بُصاقٍ يُعَافُ لدى الخروجِ من أول لقاءٍ ..
أمواجٌ تحترقْ :
كلّ ما حَولنَا مُجرّد أمواجٍ متُغيرةٍ مُبعثرةٍ لا تستقِر على وترٍ واحدٍ ولا تسكُن في منزلٍ واحدٍ و لا تَألفُ روحٍ واحدةٍ...
فهي مجَرّد أمواجٍ نلتقطُها وسرعَان مَا تَتَسرَبُ من بينِ أصابعِنَا ، نظنُ أنَنَا أمسكنَاهَا ولكن في الحقيقةِ لمْ نُمسكْ سِوى السَرابْ ... سَرابْ .
هي أمواجٌ تحترقْ و تحرقُنَا معَهَا ، تذري الرَمادَ في الأنحاءِ و كأننا رُفَاتٌ لمْ نَكُنْ يوماً مخلوقاتٌ ... أمواجٌ مُحرِقَة .. ومُحتَرِقَة و حارقَةٍ لكلِ مَا حولهَا ..
الموجَةُ الأخيرةُ :
تئنُ السنابِل من وفرةٍ حقَلهَا .. و تَشتَكي من كثَرةِ حبَاتِها فهيَ مغروسَةٌ في تُربَةٍ غيرُ صالِحةٍ سوى لزرعِ الأشواكْ ولأن السنَابِل من الكُرمَاءِ تنبتُ متجاهلةً الأشواكِ و لكن أنينَها يجتازُ الحقولِ و يجتَاز المسافات.
[/align][/cell][/table1][/align]
المفضلات