..شيخ كبير ..قد بلغ من العمر عتياً ..علت وجهه ..تجاعيد زمناً غابر
..وبين احداقه ..الذابله ..حكايات عصور ..حكايات مدن ..
وعواصم وقرى ..كان يعبر تلك الصحراء ..على قدميه الحافيتين ..
وملابسه المهترات ..ويحمل قوت يومه ..يقابل ..تلك القبائل ..
ويستمع الى حكايات ..الغزو والموت والحياة ..
كان يرعى الابل والاغنام ..مع فتاة بدويه ..يقاسمها ..اللقمه والماء ..
وعند الغروب ..يتجه الى تلك الخيمه الباليه ..لينام قرير العين ..
حتى الشروق ..
ولان ..يسكن القصور ..وينظر الي مبتسماً..ويمسح على جبيني
بطريقه حانيه ..ويحكي لي ..عن بلاد الرافدين ..وعن بلاد الباديه ..
وعن تلك الخيول العربيه..وفرسان القبيله ..وعن تلك البدويه ..التي
ترقص ..على انغام ..قصيدة نبطيه ..
وانا اكتفي بالنظر اليه ..وهو يتكلم ويصمت فجاءه ..ويطول صمته
.. حتى تترىء من بين اجفانه ..دمعه
لا تلبث .ان تمسح بتلك الاكمام المتعبه
واكتفي بالنظر اليه ..حتى اجد لانظاري مكان اخر غير عينيه ..
ثم يعود من جديد يستطرد ما بدى به ..من حديث ..
..
اني اعلم ما يجول دواخل نفسه ..قد شارف على نهايه البدايه ..
شارف ..على المائه ..لم يعد احداً من ابناء جيله ..موجودن..
لم تعد الحياة كم كانت ..ليس هناك خيول ولا بيوت قديمه
..ولا اغنام ولا ابل ..ولم يعد هناك انثى بدويه
..ولا حليب ماعز ..ولا ارض خضراء ولا سماء زرقاء ..
حتى تلك البلاد ..التي كانت مصدر رزق وقوة ..
تحت الاحتلال ..ونيران ..عدوا ..لم يجد ..من
يرد ..عليه ..بحرب ..دون سياسه ..الكلام ..
ايها الشيخ ..نم قرير العين ..جد لراسك المتعب ..وسادة حياة ..
فكلنا راحلين ..ولنا مقام معلوم ..بيوم قد ذكر بكتاب محفوظ ..
نم ايها الشيخ ..نم ..فسوف اغطيك ..واحكي لك
حكايه ..عصري ..حكايه جامعتي ..وكتبي ..ومذكراتي ..وحكايه
عطري وبيجامتي ..الملونه .
.التي تحمل طموحي ..وبدايه نهايتي ..
نم ايها الشيخ ..نم قرير العين ..وارحل ..الى تلك الصحراء ..
فهناك ..سوف تجد جدي الاول ..وسوف تجد بدايه سلالتي ؛؛
التي كانت تحمل ..سيوف ..الحق ..
وسوف تسمع ..تلك النخوة البدويه ..
//على ظهورهن يالنشامى ..على ظهورهن .//..
//حـــمراء المــــوت ..//
المفضلات