[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
في مجلس نسائي فاحت فيه روائح العطور الباريسيه المختلطه بالعطور العربيه الفاخره
واستعرضت فيها آخر صرعات الموضه بـ قصات الشعر والازياء والحقائب والاحذيه
وبعد ان تفحصت كل واحده من الموجودين الاخريات
وتأكدت هل حقيبتها ماركه والا من ابو ريالين
وهل حذائها تصميم مصمم عالمي والا من منتجات تايلند
اتخذ الجميع مجلسهم ...
وعلى نغمات (قرقعة) فناجيل القهوة المهيلة
وصواني الحلا التي تدور بها المضيفه على ضيوفها مع عبارات الترحيب التقليديه
كانت الاحاديث المختلفه تدور بين الحاضرات ,,
.
.
.
غالبا الحوار يبدأ بالسؤال التقليدي عن طريقة عمل الحلا الذي تقدمه سيدة المنزل
ومع ان الموجودات اما لاتطبخ ابدا وتترك ذلك على الشغالات
او هي محترفة طبخ وبالتالي تعرف كل ماابتكر من انواع الحلى منذ بدء الخليقه
ومع ذلك فهذا السؤال التقليدي الممل يطرح ويكون له اجابات تمتد لساعات
وواحده مثلي لاتهتم ان كان عدد حبات الكيري ثلاث او اربع
ولايشغل بالها كم علبة نستله يجب ان تستعمل
لن تجد متعه في مثل هذا الحديث الروتيني المستهلك
وحتى لو انتقل الحديث للازياء وللماركات وللمشاغل
فهذا اسوأ من ذاك ...وكلاهما يصيباني بااقصى درجات الملل
وغالبا اذا لم اجد من تشاركني حديث جانبي مختلف
اكتفي بالصمت والابتسام كلما القت احداهن علي نظره
هذه الابتسامه وايماءه خفيفه تعني انني متابعه للحديث
ومنسجمه مع مقادير الطبخه او موديل الفستان
وهذا طبعا عكس الواقع الذي يقول انني مسافره بعيدا بكل حواسي
عن هذا المكان ومايجري فيه من حوار لااهتم له
سمعي لايصل اليه الا ثرثره خافته لاتكاد تسمع
وبصرى لايرى الا صوره مموهه غير واضحة الملامح لجلسة نسائيه تقليديه
ويدي تعبث بسلسة متدلية من حقيبتي
وقد رسمت على محياي ابتسامة مصطنعه
كالعاده وبعد موال الطبيخ والازياء ...
تنتقل الموجه الى المجال المفضل للنساء ...الحش
فلانه اعرست وعلانه تطلقت ...الخ ..الخ ..الخ
ولايحلوا الحش ولا الثرثره الا حينما تطال الزوج واهله ...
في تلك الجلسه تسلطت الاضواء على ام الزوج
وكان هناك تقريبا شبه اجماع على انها انسانه شريره
همها ان تنغص حياة زوجة ابنها وانها لاتألو جهدا في تحريض الزوج على زوجته
وتوالت القصص التي تؤصل وتؤكد ان ام الزوج ( الحماة ، الخاله ، العمه)
دراكولا مصاص الدماء بعينه وعلمه
وتفاعل الجميع مع الموضوع حتى تحمست احداهن وقالت ( مااظن فيه زوجه تحب ام زوجها )
هنـــــــا /
تنبهت حواسي وعادت الى جو غرفة الجلوس
ارخيت السمع وحددت النظر ومسحت تلك الابتسامة ....ثم تحدثت بعد طول صمت
موجهة حديثي لـ صاحبة العباره الاخيره : ( ماتظنين ان فيه زوجة تحب ام زوجها ؟؟؟؟!!!)
وكانت الاجابه وبكل ثقه : اكيد !!
عندها .. ارتحلت بي الذاكره لـ ملامح تنطق بالسماحه والطيبه ..
لـعجوز بدوية محناة الهامه والاطراف
تتلفع بـ شيلة سوداء قد ضمخت بدهن العود ...
تربط مفتاح دولابها في طرف شيلتها ..
وكل فترة واختها تهلل وتسبح ..
حينما عبرت هذه الصوره في خاطري
فاحت رائحة الطهر والنقاء
وتبينت ملامح عمشاء
وهي تحمل بقايا جمالها القديم بعيون واسعه وانف شامخ وابتسامة نقيه
معقووووول !!
هل تتحدثون عن عمشاء !!الخاله عمشاء !!
سألت نفسي لما لا احبها ؟!!
ومالذي قد يدعوني لان احمل مشاعر كراهيه لمثل هذه الانسانه
هل لأنها فقط ام زوجي !!!هل لأنها حماة !!وكل حماة هي الشر مجسد ؟!
منطق مريض والقائل به حتما يعاني من عقد نفسيه الى قمة رأسه !!
.
.حينما اعترضت على الاقل على التعميم
وقلت : ليس كل حماة (قشرا )
بل أنني لا أظن أن أي أم في العالم تتعمد ان تؤذي ابنها واقرب الناس اليه
بعد ما انهيت جملتي بدا وكأنني أتحدث بلغة غريبه ...او انني من كوكب آخر
تلقيت نظرات تكفي عن عبارات ....
منها مايكاد يحرقني حيه غضبا ....ومنها مايحمل ملامح سخرية ..
والجيد منها ماكان يعبر عن تعاطف بسبب الموقف الذي وضعت نفسي فيه
لم تؤثر تلك النظرات بكل ماتحمله في عزمي واصراري على المضى فيما بدأت به
عدت للسؤال : ...الحماة اليست أم ....وأمهاتكن السن حموات ؟!!
فهل كلهن شريرات ومسيطرات ومؤذيات ؟!!
وسألت ..هل من المعقول أن يحمل أنسان الشر مجردا من كل خير
وهل من المنطقى ان تكره ام أبنها ؟!!أو تكره أحبابه ؟!!
ومابين لهيب النظرات وبعض الهمهمات التقط سمعي عباره قيلت بسرعه
(اللي يده في المويه مهو مثل اللي يده في النار )
أجبت : ليست قضية مويه ونار ,,,وحماة حليله وحماة قشرا
القضيه هي تصور مسبق واستعداد نفسي للكراهيه والحرب
القضيه غباء بعض الزوجات لظنها انها يمكن ان تكسب زوجها أن فرقت بينه وبين اهله
واعتبارها ان الزوج ملكيه خاصه لايجوز ان يشاركها به احد ..
القضيه انه لايوجد شر مطلق واسوأ البشر يمكن ان تكسبه بالكلمه الحسنه وبالتعامل الطيب
وحركات الحموات معروفه منذ الازل
التدخل في كل صغيره وكبيره ، محاولة السيطره على الزوجه ، الانتقاد المتكرر لكل شي
بل بعضهن قد تبالغ فتحرض ابنها على زوجته ...
لكن هذه الاعمال لاتعني انه ليس لها قلب وانها تتعمد الاذيه
وبامكان كلمات بسيطه وهدايا معينه ومعامله طيبه ونية صادقه ان تجعلها مثل ام ثانيه لك
بل قد تقف في صفك ضد ابنها ..
كل مايجب ان نعيه ان لانطلق الاحكام المسبقه بل نجرب ونحاول وقطعا سوف ننجح
.
.
بالطبع خرجت من هذا المجلس غير مأسوف علي
واظن انهم وجدوا موضوع اكثر دسامه من سالفه الحماة ليتحدثوا عنه
لافائده
ثقافة الكره والحروب الخفيه تغزو مجتمعنا
بل أصبحت هي الشائعه وعكسها المستغرب ,,
حينما تمدح شخصا او تبدي محبتك له تجد ردة الفعل
اما عدم التصديق او التشكيك بالاهداف
لكن حينما تشتم آخر او تنتقده تجد التفاعل والاندفاع والتأييد
لا احد الان يعترف بالمحبة الحقيقيه الخاليه من المصالح
ولااحد اصلا يعترف بوجود الخير في الاخرين
أن تخاصم احدهم مع آخر فهو اسوأ انسان في الكون
ومن النادر ان تجد من يمدح انسان ويعطيه حقه حتى وهو لايحبه او بينهم خصام
بصراحه / بدأت أضيق بكل اجتماع او محادثه هاتفيه
كلها تدور حول هذه النغمه .....انتقاد الاخرين والكره والبغض حتى بين افراد الاسره الواحده
وان حاولت ان تدافع عن احد او تذكره بالخير تصبح كأنك خارج عن المله
او توصم بعدم الفهم او الغباء ..
مع اننا لو عدنا لاسباب كل هذا لاتضح ان كل مايجري مجرد سؤ فهم وظنون بين كل الاطراف ...
.
.
.
أعود لـ عمشاء
بالامس زرتها ......استقبلتني وقد لوت شفتيها وصدت حتى عن النظر لي
لاذكر انني فعلت لها شيئا ...بريئه والله
انحنيت وقبلت هامتها ويدها ....جلست بجانبها وأخذت أحادثها
كانت لاتنظر الي وتتمتم بكلمات انتقاد وشوية شرشحه
وينك ؟! من اسبوع ماكلمتي ولاجيتي ؟اشتقت للعيال ؟
الله لايسامحك تحرميني من عيال ولدي ؟! انتي سويتي وانتي فعلتي وانتي قلتي ...الخ الخ
كل هذا وانا صامته وبعد ان افرغت مافي قلبها
عدت وقبلت جبينها وقلت لها: طااااااااايب سامحيني ياخاله آوعدك اخر مره
التقطت انفاسها وعاد لوجها الجميل هدؤه ورونقه
ثم دمعت عيناها وقالت : يابنتي لاتزعلين علي انا ماصدقت تجون من الغربه وابي اشوفكم كل يوم
وكل ساعه .....
لم أعلق الا بكلمة واحده: ....أدري
.
.
.
لم اورد هذا الا اثباتا ان الامر يسير وانه احيانا تقوم الحروب من صغير الشرر
ولو اطفئت قبل ان تكبر لما حصل بين الاحبه خصام او كره
ولو وضع كلا منا نفسه مكان الاخر لعلم كيف يفكر ولهان عليه تقبله
ولن أجد أفضل من آيات ربي لأختم بها حديثي /
قال تعالى :
( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء )
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
المفضلات