[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]




(1)

يكتنف الغموض النفس البشرية بكل أحوالها و ألوانها و تشعباتها.
فالأمر الذي نجادل فيه اليوم يغدو مع الوقت مجرد حديث تذريه الرياح
أما الثورات المشتعلة في الكيان الإنساني ف مع الوقت تنطفئ و تصبح رماداً رمادي اللون.
تلك الثورات التي تخلق لدينا بنتيجة بعض التغيرات التي تطرأ على مسار الحياة
فنرى بعين [ الأنا ] بأن النيران س تلتهم ما في الحقل من سنابل و حشائش وأعشاب
و بما أن النيران لم تلتهم سوى نفسها و موقدها تخبو و تضمحل كأنها لم تكن نيران.

(2)

تقطعت مع مرور الزمن أوردة الخافق المسكونِ بأكاليل الذرائعِ و أما لغتي فأصيبت بوباءِ
التهتكِ فلا تجري على أناملي و لا تسكن مدادي ولا تندلق من حدود شفاهيَ تلجُ سم إبرة
ضيق الارتكاز على جسد من دخان راحَ يتصاعدُ من هشيم الاحتراق حتى سكن أروقة سقفي

(3)

يتكوم الرفات أزمنة مديدة فوقَ لاهثاتِ الآهاتِ تناجيَ الارتحَالَ زمناً و دهراً ، ف الغدرُ يصيحُ
ك تلك الأكوام و رفات العظام ليحينَ الموعدُ مع الموتِ الجميلِ الذي يؤد مافي النفسِ
من احتراقِ الأخذِ بلا عطاءِ وبلا ثناء و النفس هائمةٌ تعربدُ في غربة أرضٍ ثوت بأوبئة الأنانيةِ
ساعيةٌ لوأد خطيئات مرافئ راح ينأى عنها الخير و الحب وجف الندى عن دروبها ف باتَ الخرابُ
مؤنس لها و الغمائم مرتحلةٌ و مبعثرة.

(4)

يتمسكُ بي شوكُ الأديمِ و آمال قدوم الديمِ تلاشت مبعثرة وحينَ لاحَ ذاك الصوتُ من بينِ الدخان
المسكونِ في سقف غرفة تقطع شدو الأنينِ و عربدت بعثراتُ الحروفِ هنا و هناكَ فلا شيءَ يلملمها
ولا يبعثُ بها روحٌ من إكسير الحلمِ الموبوءِ بقايا أناي المبعثرة .

(5)

فقدت الحياة طعمها حين ارتحل عنها ديمها ف هو مثلها بلا طعم مفقود الرائحة حتى الارتواء من
صخبِ شهيق و زفير قبرِ يأوي بقعةً من ماءٍ مبعثرةٍ في جوفِ البيدِ القاحلةِ تلملمُ بعثرة الماءِ فيتلاشى ظلٌ و ماءٌ ف لا يبق سوى تلكَ البيدِ ارتقاب موعدٍ آخر لا يأتي إلا بالعاصفةِ أو التنهيد
و ترتحل مع ذاك المدى البحارُ عن شواطئها و تنأى كتلك الأحلامِ المبعثرة.

(6)

ضباب رمادي مكتحل بسوادِ تلك الآفاقِ التي فقدت عناوينها مع أسرابِ السرابِ البادي لها
من بينِ أعماقِ الصدى المنخورِ بعثرةً و نعيق غربان الموتِ تحلقُ إلى علٍ لتتلو صلواتٍ لراحةِ
روحٍ بعثرها وصالٌ مقننٍ حد الاكتفاء و شاع بها عطش الارتواءِ ل ماءٍ فقد عذريةَ الانتماءِ .

(7)

من صميمِ تلكَ البعثرةِ تتراقص أنت بين الاشلاء سادرٌ في دروب ظلمةٍ من كفافِ البصيرةِ
لم تزجيكَ أبجدية بعثرتي في كل مكان و لم يطربك تموسقٌ ،تأبى إلا أن تجوس العالم هوساً
ك عاصفةٍ تنذرُ بأضرحةِ الصمتِ الرهيبِ المقيتِ ، وأما الوصلُ في ظلالِ بعثرة ابحديتي مجرد
أمشاجٍ مرتسمة بأوشحةِ بسماتِ موتٍ يسكنُ ذاك الخدرِ من روحٍ .

(8)

إن كنت موطني وإن كنتَ قلمي وورقتي و مناديل أدمعِ و شموعَ ظلمة و عزائي في زمنِ
البعثرةِ ف سأرحلُ عنكَ و أنساكَ يا موطناً كنت قد سكنته ذاتَ يومٍ ف أثقل سروري بنأي
وبعدٍ ، بعثرتُ في ليل الظلامِ صدى الأبجدية عن شفاهي و النفس فلن تبحثَ عنكَ ثانيةً.

بعثرةٌ مؤبجدةٌ....


[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]