نعيش هذه الايام فترة نترقبها دائماً وهي فترة الانتخابات لاختيار ممثلين للامة عبر صناديق الاقتراع المباشر ..

ولكون هذه الفترة فترة مرحلية وتاريخية لما يحدث على الساحتين المحلية والاقليمية من احداث يتوجب على الناخب الكويتي ان يتفهم هذه المرحلة بكل عناية ودقة ..

النائب في مجلس الامة الكويتي هو نائب للامة باجمعها اي هو يمثل الشعب الكويتي ولن يمثل قبيلته او عائلته او طائفته او حزبه ، ومنحه الدستور حق التشريع والرقابة والمحاسبة على أداء السلطة التشريعية ، الامر الذي يعني انه يحمل أمانة كبيرة ليس من السهل أن يحملها الفرد الذي
يعتقد ان عضوية مجلس الامة هي مكسب شخصي او فئوي او قبلي او طائفي وحزبي ..

طالعتنا الصحافة المحلية بخبر القاء القبض على مرشحين ومناديبهم يقومون بشراء اصوات بعض الناخبين وتم احالتهم الى القضاء ...

ولعل هذه المرة الاولى التي تقوم بها الحكومة ممثلة بوزارة الداخلية من ضبط هذا النوع من المرشحين ، رغم علمها بهم منذ فترات سابقة ، وهو أمر نعتبره خطوة ايجابية من الحكومة نحو الاصلاح والقضاء على الفساد ..

أحد تجار الاصوات الذي ينفق ملايين الدنانير لشراء ذمم الناخبين صرح بان الحكومة غير حيادية وتتدخل في الانتخابات عبر محاولاتها تشويه سمعة المرشحين الوطنيين ..

طبعاً حرامينا هذا يقصد بالوطنيين شخصه الكريم كونه من كبار شراء الاصوات بدائرته الانتخابية ..

غريب ان تصبح الوطنية شعاراً يتغنى به سماسرة الانتخابات وهم ابعد من ان يكونوا بمستوى هذه الكلمة العظيمة ، فمن يشتري ذمم الناس حتماً سيقوم ببيعها لاول عرض يعرض عليه ليستعيد ما انفقه عليهم ، كما انه من الطبيعي ان هذا الانفاق المليوني لم يكن من اجل الوطن ولا الامة وإلا لكان تبرع بها عبر المشاريع الخيرية كبناء المستشفيات والمدارس وغيرها من مساعدات لكثير من الفقراء والمحتاجين ..

وطنية الحرامية اصبحت ماركة مسجلة كتلك الماركة التي تبناها من قبلهم القومجية عندما تبنوا شعارات القومية وضربوا بها عرض الحائط عند وصولهم لاهدافهم ...

نقول والله عيب عليكم تتحدثون عن الوطنية بكل حماقة وانتم تشترون وتبيعون بها في سوق النخاسة دون ان تعلموا بان الامة لم تعد تنطلي عليها هذه الشعارات الكاذبة !!!

تحياتي