خالد التميمي شاعر الفصول الأربعة، أحاسيسه واضحة وبسيطة، يهطل كالسحابة، يحمل بين يديه الفرح فيختصر الحزن، ربيع دائم لا يعتريه الذبول، حالة حالمة من واقع أجمل من الحلم، قصائده أنغام أوتار في يد العازف تارة على هيئة ذكرى فرح أو صور ذات شجون مفرداته تنساب جنبا إلى جنب تدخل إلى القلب وتخرج مع كل نبضة أقوى واشد.
خطواته الشعرية محسوبة ومحسوسة، لديه قدرة على توظيف الجملة ووضعها في مكانها الصحيح، فتأتي قصائده في أبهى حسنها مما يعكس مرآة الحياة في عين القارئ.
يقول جبران خليل جبران: «زرعت أوجاعي في حقل من التجلد فنبتت أفراحا»
وشاعرنا يزرع الابتسامة والطمأنينة في قلوبنا فينبتها حبا وفاكهة وعطرا حين تغمض العين وينطفئ مصباح الفكر تبقى مصابيح التميمي مضيئة تجتمع حولها فصول السنة.
اله يجازي زلتك.. يالشبابيك
ويومك.. تخيطين الهوى.. بالمحاني
لــ يـديك جينا.. وإفـترقنا على ايـديك
نفس الفـراق اللي خـذاها.. خذااااني
حالة بين نار القيظ ونار الغيظ. هذا الزخم من الوجع يخفف تصاعد الوجع وألم الفراق
فيحوله شاعرنا الى دفء ربيعي وللرياح الموسمية حالة أخرى من تعريف التميمي
كل ما هب الهوي.. بين المحاني
قلت يمكن صاحبي.. غير محله
هذا العشق الموشوم على صفحاته أنيق الملبس والمظهر وان غاب عنصر وغيره
محله تبقى العناصر الأخرى حية ترزق بين قصائده، ضغوط الدنيا لا تغير اصحابها ولا تبدل النفوس يضيق الصدر عن الاحتفاظ بها فتخرج في كل زينتها الى الورق.
الزمن تذكار.. والذكرى سنيني
والدموع.. أحيان مـا تشبه بعضها
ليت من دس الطعون الخض.. فيني
غــاب.. قبل إن المقادير تعـرضها
شعور يسطع في اجمل الليالي وان خالطته الدموع وقليل من الوجع تقول هيفاء اليافي يوما ما ستذوب احزاننا مثل قطرات الليمون على قرص العسل الساخن نغمات الذكرى في حالة صحو دائمة على أمل ان تتوقف عقارب الساعة وتأتي بشائر النسيان بعد طول انتظار.
يا طول صبري معك.. والله يا جرني
على كثر ما تحمل عقلي.. هبالي
إسلم وسلم على الأيام... واذكرني
لا أمسيت بين الحشا.. واصبحت في بالي
بين القلب والعقل مفهوم يبرر الفعل نهدهده بالدفء والحنان ليعاود اللعب والتمرجح داخل اروقة القلب يبقى الوجه العربي على مر العصور ممزوجا بالكبرياء والكرامة.
إن عودت للكرامة.. اخترت هجرانك
ضيق في صدري.. ولا ذل على وجهي
هذه القطيعة والهجر لا تخلف وراءها كما يقول الكثير الا صرخات عالية لا تظهر إلا بالسهر وليالي الضجر؟!
هذا الاعتراف المستمر بالابداع والشفافية الذي يمشي مسرعا في ذاكرة الزمن تجعلنا نقفز من حلم إلى آخر ومن وطن ضيق الحدود الى اكثر شمولية.
تجوع وتظما لقاي.. وتشرب أشعاري
وتمد نخب الهوى.. وتقول لي صحة!
من كثر مال الشهد في ريقها طاري
هالحين لاسولفت في صوتها بحة
وان استمر الظمأ في الساحة الشعرية فنحن الآن بحالة ارتواء ومائدة دسمة فيه ما لذ وطاب قليل من يملك الترف الشعري بعيدا عن المصابيح الزائفة.
من عيبي أكتم على الأحزان.. وآكنه
وش بيدي اليا غدي الكتمان.. من عيبي؟!
تقـول ضــايق..؟! وأقــول أبــوك للجنة
مـا عاد يسوى عليك اليوم.. تعذيبي
للضيقة تأثير بالنفس حين تنعدم عوامل الجاذبية فيحل اليأس والقهر بهذه المفردة الجميلة تصبح القدرة اقوى على اجهاض الالم.
ان عاش راس القصيد... امرحت بعيونك
تشوفني في وجيه الناس.. وتقراني
مازال هنالك الكثير يستحق القراءة ففرايد الشعر تحمل الكثير في حقائبها.
المفضلات