[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
أيتها الغالية:
لم تسكني يوماً أبراجَ الحمائم العالية ، و لم تتباعدي عن ذوي الأحلام الغافية وما كنت حكراً
على أصحابِ القافية ، لا يغرك بحرٌ مسجور أو ساقية ، تحلقين بين سماءات قطوفها دانية.
تعتلينَ الثرى ولست بحافية ، وتحضنين الحروفَ النادية ، و الزفراتِ الحانية، وأنا أحبكِ
و كم أفخرُ أني أحبكِ فلا أفكرُ بالاستغناءِ عنكِ ولو استغنى من استغنىَ.
أيتها الغالية:
أراك تتموسقين ك لحنٍ قيثارة و شدو عنادل الغابة تتراقصين ببهاء و تسكنين كل زاوية أصطحبك
معي إلى كلِ طاولة أصطحبك على مدار الصباح و المساء و الليالي الظلماء.
ففي الفجرِ أراكِ جميلةٌ فاتنةُ غيداء، و في المساءِ أراكِ ناديةٌ عصماء، وتختالين فوقَ أهداب عيني
وبين عشقي ونبضي ك غادة الكاميليا.
أيتها الغالية:
أحبكِ ليسَ لأنني اعتدت على أن اتصومع بين جدرانكِ الأربعةِ بل لأنكِ تقتحمين تفاصيل حياتي
الكبيرة و الصغيرة و تمتلئين ب الأحلام و أصداء أيامٍ خلت مرت ك مرور المسيح فوقَ الماءِ
لم تبتل أسجاف الثوبُ منك بل ابتلَ مني الوجدان وتقاطر من قلمي المداد فلم أسجي الكلمة
لدى محرابك في تابوت موتى ليس لديهم باع من أمل لقيامةٍ من الأجداثِ.
أيتها الغالية:
أحبكِ جداً و أعرفُ أنك لم تكوني يوماً كارهةً لأحد العابرينَ فوق تلالِ أنجمكِ بل تعشقين الجميع
و تحتوين الجميع من صغار وكبار ليس لديك عنصرية التفقدِ ولا تمتلكين أنانيةَ الإنسانِ ولا غيبوبة
الفكرِ و موات الفؤادِ ، قد يصفعكِ أحدهم بقنابل الكلماتِ ولكنكِ وحدكِ من تقومين من جديد
ف تتعملقين كأنكِ نسلٌ من أنانا لايزال يحيا بنبضِ تموز.
أيتها الغالية:
أذكر أنك يوماً لم تتأففي من قدوم داني ولم تأنفي لعبورِ قاصي وأن الكل في حضوركِ سواءٌ بل
و لا تزالين واقفة بكل شموخٍ الكبرياء بدون تعالي و تتجولين في مفاصل الوريقات حرة بلا قيود
تدمي منك المعصمين فلم أكن لأحلم بكِ إذ طالما امتلكتي نبض قلمي و سرب أحلامي.
أيتها الغالية :
و اليومَ.....!! تتجاهلين حضوري في مملكتك الاقحوانية وتشرئب مني العين و الأحداق لحدود
أفقكِ التي بدأت تتعالى على أحرفي و كلماتي و بوحي فكأنكِ تقولين لي لقد سئمتُ ابجدية
الماءِ و الحرية و أريدُ أن أُعتَقَلَ في سربِ المعتقلين .
أدنو منكِ شيئاً فشيئاً ف تتجاهلينَ خطىَ أناملي و تقولين لي لا ... فلقد ولت هاربةٌ أزمنةُ العشاق
و بدأت أزمنةُ الاعتقال و سادَ طقس الكراهية .
أيتها الغالية:
قد تبدو حصونك عتيدة منيعةً و كافور الخيانة يفوح من ربوعكِ طغياناً و علقماً ، ومع ذلكَ سأبثك البوحَ ليلَ نهار و صباح مساء لعلي أعيدُ زمناً خلى من العطاءات ومن الزهو بين الكلمات، يمكنكِ
أن تتجاهلي حضوري و كلماتي و تراث بلادي و أجدادي لكنكِ لن تتجاهلي بصماتي على جسدِ
جدران مقالاتكِ... أيتها المقالةُ الغالية.
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
المفضلات