بسم الله الرحمن الرحيم
كثيرا مانسمع عبارة (ضايق خلقي) ...
فما ان ترى أحدا جالسا لوحده وتسأله مابك ... إلا ويكون الجواب : ضايق خلقي ..
وماإن ترى انسانا عابس الوجه وتسأله عن سبب ذلك العبوس إلا ويكون الجواب : ضايق خلقي ..
ضيقة الخلق ...
آه ياضيقة الخلق ..
ابن فطيس يقول ..
الضيقة اللي دايما تالي عصير = وش حيلتي وأردها لا تجيني ...
شاعرنا المحبوب .. جعل الضيقة هنا دائمة .. بل وحدد لها وقتا .. وهو تالي عصير ...
صحيح .. كثير من الناس يتضايقون في ذلك التوقيت بالذات ..
ماعلينا ..
نعود إلى ضيقة الخلق فنقول ...
أسباب ضيقة الخلق كثيرة ... بل كثيرة جدا ..
ولكن من وجهة نظري القاصرة ..
فإن مرجعها إلى أمرين ...
الأول : الخوف ...
الثاني : الصدمة ...
فلو نظرت إلى أسباب ضيقة الخلق لوجدتها لا تخرج عن هذين الامرين فيما أرى ..
فأما الاول وهو الخوف فأعني به الخوف من المجهول .. والمستقبل .. وهو الذي يؤرق بال كثير من المتضايقين خلقيا إن صح التعبير ..
فمن خوف على مال .. إلى خوف على صحة .. إلى خوف على دراسة .. إلى خوف على فقد عزيز .. إلى خوف على ابتعاد حبيب ... وهكذا دواليك ..
وهذا النوع هو الذي يظن الكثير ممن يقعون به أن سببه مجهول .. فتجدك ما ان تساله لماذا انت تشعر بضيقة الخلق .. إلا ويقول لك .. مدري .. بس احس اني متضايق ..
وانما في حقيقة الامر .. السبب هو الخوف الذي ذكرته أعلاه ..
واما الامر الثاني وهو الصدمة ... فان سبها معلوم .. وهي ان تصدم بموقف معين ..
فيحرك تلك الضيقة في صدرك فتزداد حتى تبدو على محياك ...
وهذا النوع أراه أخف من الاول .. فما ان ينسى الانسان .. الا وتنكشح تلكم الضيقة ..الى غير رجعة باذن الله ..
واما الطريقة المثلى لمن أراد أن يتخلص من ضيقة الخلق ومن سببيها الذين ذكرتهما سابقا ..
فهي الايمان بما كتب الله لك ..
وأن تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك .. وما أخطأك لم يكن ليصيبك ..
وأن الأقلام قد رفعت .. وأن الصحف قد جفت..
وأن الانسان لو اطلع على اللوح المحفوظ .. لما وجد أفضل مما كتبه الله له أو عليه ..
ولهذا كان من اسباب كتابة لله لما كان وما يكون الى قيام الساعة .. واخبار الناس بذلك ..
هو ماجاء في قوله تعالى (لكيلا تأسوا على مافاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم ....) الآية ..
لا أزكي نفسي ..
قد أكون أحد الذين لاتفارقهم صيقة الخلق ..
وماذلك إلا لضعف الايمان .. والله المستعان ..
تقبلوني على مابي من ضيقة خلق ..
ووسعوا صدوركم ..
كتبه
منصور الغايب
15/4/2008
المفضلات