[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]




في بعض الأحيان أجزم بأن الكاتب الاستاذ محمد الشمري يتصفح الانترنت ويكتب لنا المقالات
من إحدى الدول الاسكندنافية أو من إحدى الجزر التي لا يعرفها سوى أوناسيس وبعض الرأسماليين
المخصصين بجزر في الهادي أو الاطلنطي و غيرهما.

فالشفافية و البراءة التي تجري في قلمه غنية عن التعريف وبالتالي غريبة عن أفق هذا الواقع الملبد بالضبابية ولا نملك كقراء ومتابعين الحق في تحطيم بعض المدن الفاضلة المؤبجدة على
أوراق بعض كتابنا الكرام .

ويهيئ لي أحياناً أن الفاضل محمد لم يمشي يوماً على رصيف في بلد عربي أو يأوي لمقهى
في إحدى الشوارع الشعبية العربية و كأنه يكتب لنا المقالات من جادة الشانزليزية الشهيرة
أو من قمة سان مارتان في باريس .

لن أطيل فالانطباع جميل برغم بعض الاختلاف الفكري الحاصل حالياً ..
فلقد تقدم لنا الفاضل الاستاذ محمد الشمري بعدة مقالات سابقاً تصور لنا تهكماً على الشعوب
العربية ، فلقد تبنى في إحدى المقالات نظرية الفبلسوف أرسطو في استعباد الشعب العربي
وأن أصل عبادة الحاكم هو الشرق وقدم لنا نماذج مختلفة .

حسناً .. إلى صلب الموضوع :

عندما يتحكم بك طائفة أو شرذمة و تحدد لك نمط الحياة و شكل الموت وتحدد لك سعر الإزار و ثمن الكفن وتحدد لك منطقة العيش و الدخل و المستوى و العقيدة و المذهب و الفكر والانتماء و شكل العروبة و لون الجذور ، وعندما يدق باب بيتك في ساعة متأخرة من ليل شتائي بهيم ويقال لك
غداً عليك انتخاب فلان .. و إن تخلفت عرضت نفسك للمساءلة..

ماذا تفعل و إني اخاطبك بصفتك مواطن عربي مسلم ...؟
لن يأتي الرد وإن أتى فسيكون مسلفناً ببعض القيم و العظات أيضاً حسناً سأتابع تناثري ..

إني أقدر للأستاذ محمد غيرته ومنطقيته في معالجة قضايا الأمة إلا أنني أرى نظرية ارسطو في استعباد الشعوب العربية وان اصل عبادة الحاكم هو الشرق نظرية مجحفة جداً بحق الشعوب العربية .
ونحن غير ملزمين بتبني تلك النظرية الخاطئة و نحن نمتلك الأسمى ألا وهو الحديث النبوي الشريف (الخير بأمتي إلى قيام الساعة)

نحن لا ننكر الأزمات و المطبات التي حاقت بالأمة و التي أحاطت بجوانبها كافة سواء السياسية
و الاقتصادية و الثقافية كما أن الأقلام لم تفتر عن نقد واقع أمتنا العربية من حيث المحتوى الجماهيري و نبض الشعب و محاكاة عقله و وجدانه ،وبالتالي نشر توعية شاملة عن أزماته
و معضلاته وما يسبب انتكاساته .

فهل نظرية ارسطو تلك تحتكر التاريخ و المستقبل لأمتنا العربية
مع العلم أنه يمكننا نفي كل نظرية بحلول أخرى أدق و أوسع و أشمل من سابقتها .
ومع ذلك ولنكن منطقيين مع أنفسنا واضحين و واقعيين .. فإن الشعوب العربية لم يفرد لها الخيار في اختيار قادتها فأنظمة الحكم إما وراثية أو جمهورية وبكلا الحالتين لدينا ثابت واحد فقط لا يتغير أن الزعماء مفروضين بشكل أو آخر على شعوبهم .

فهل يمكن لأي مواطن عربي أن يخرج للشارع أو يعبر عبر أية وسيلة اعلامية عن رفضه لحاكمه بالطبع لا و إلا كان المصير المحتوم كالرحيق المختوم لا مناص من نفيه أو ايداعه وراء قضبان معتقل
الشعوب العربية لا ننصلها من نتائج سلبيتها و لكن علينا الآخذ بعين الاعتبار بأن الشعوب تلك مضطهدة لا تملك سوى الاحلام ،ولا تملك سوى تحريك مابين الاكتاف في سبيل البقاء .

الشعوب العربية .. خرجت من رحم الاستعمار الاجنبي فدخلت في بوتقة الاستعمار الداخلي بني جلدتنا تولوا أمرنا وهم ما أشار إليهم الفاضل ( الروبيضات ) صاروا يتكلمون بشأن العامة بل و تمكنوا من الشعب ومن رقاب الشعب .

صور كثيرة في جعبتي حول عملية اقصاء الشعب العربي عن حكم نفسه وبنفسه متخذة من واقع
ملتصق بنا كأنه جلدنا أو قرنية أحداقنا فلا القوى الخارجية يناسبها أن تسود ديمقراطية تحت راية
اسلامية و لا القوى الداخلية يناسبها استفاقة و في هذه الحلقة المفرغة ما دورنا و أنا ابنة هذه
الأمة المكلومة.


[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]