[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-color:black;border:3px double gray;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

لا نرى تبديلاً .. و لا نلامسُ تغييرات ف اليومُ ك الأمسِ و غداً ك هذا اليومِ
الساعات لا تزالُ قائمة على نمطية الدوران حول محورها .. و الأسابيع تتعاقبُ
كما يتعاقبُ الليل و النهار و المسافر و المودعُ و القادم و الذاهبُ..
ليس لدينا طموحَات ماتت الآمالُ في مهدها و تبرجت المدامعُ في غيها
ولا يزالُ كلُ شيء ك مرتفعات ويزرينغ .. شاهقٌ عن الأبصار و عن الآمالِ..

و اليوم هو يوم ك سائرِ الأيام .. وكذلك أنت بقيت كما أنت لم تتخطى عتبات ال [أنت]
ف [أنتَ] غير قابل للتغيير و غير قابل للتمدد و عصي على الانكماشِ لا تستطيل و لا تستدير
تخلف وراءكَ جنائز الأرواح و أكفانَ الفؤاد و أحداقَ اللوعةِ
تتحاشى أن تلقي نظرات الوداع الأخيرة كي لا يقال عنك إنسان .. لأنك تفضلُ أن تبقى
في خانةِ التحفِ في المتحف .. وتحمل إنسان ك هويةٍ ولكنك مجرد تمثال.. لا يملك سوى
أن يهز الرأس و يجر وراءه النكبات و النكسات و الانكسارات في دروب مبعثرةٍ .

ترتدي كل يوم مالديكَ من ثياب وتعتني بالمظهر الخارجي و هندمةَ الجسد و تعطيره
و تلميعه و أحياناً تسارعُ لتغييره إن تضخمَ أو توعكَ أو أصابهُ هزالٌ ما ..
و تبقى تلك المأسورةِ في جسدكَ [ روحكَ ] تعاني الصدأ و تعاني الاهمال ..
ليس لديكَ وقت لهَا لأنها من عالم المنسيات لديكَ .. لا تتوكأ سوى على عظيمات
الفقرات و الساقين لتقوداك حيت شئت و شاءت نفسكَ دونما أن تقودك الروح ولو ل برهةٍ
نحو آفاقِ ال إنسان..

و تقتصدُ قدرَ الإمكانِ في بذلِ مشاعرَ الودِ و العرفان.. و لا تجبر نفسكَ على تلفظ ب مفردة
تعيدك ل قيودِ الإنسانِ .. بل تحاربُ الإنسانيةَ بشتى أنواعِ الحرمان العاطفي و المعنوي
و ربما المادي ..

بخيلٌ ل درجةِ الهذيان .. مشتعلٌ ب الملموس تنأى عنْ المحسوسِ لأنكَ تطيبُ بين
أكوامِ الصوانِ تنتمي لهَا كأنك هيَ و هي وأنتَ مفردةٌ واحدةً ل مكنونِ متوحدٍ وان اختلف
الشكل في البنيان..

رسمكَ إنسانْ و اسمكَ إنسان... و أنت و الإنسان بعيدان عن بعضكما .. ك تباعدِ الأرضِ عن السماء
ديمكَ حارقٌ و غيمكَ أسودُ .. و في الرمادي تحيا و تنعمُ أما البياض فمن عالمكَ منسلخٌ
ومن قاموسكَ محذوفٌ ومن مفرداتكَ مبتورٌ لا تملكُ بقعةً بيضاء .. فأنت مولجٌ في الضبابِ...



[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]