بسم الله الرحمن الرحيم
هذه القصة واقعية و قد رواها لي احد كبار السن ممن اعرفه وأ ثق بكلامه و هو من الرجال الثقات العدول المعروفين بصدقهم و امانتهم.
لا اعلم با التحديد متى وقعت هذه القصة ولكن فيما يبدو لي انها وقعت في منتصف القرن الهجري الماضي في منطقة نجد.
يقول ذلك الرجل :
بينما كنت سائرا في الصحراء ضللت الطريق الصحيح الموصل الى الجهة التى كنت اريدها.
كنت تلك المنطقة التى مررت بها لم يسبق لي ان اتيتها من قبل ولا اعرف مسالك الطرق فيها ولا اقرب الطرق المؤدية الى الأماكن التي يتجمع فيها البدو .
وتحت اشعة الشمس الحارقة في تلك البيئة الصحراوية المخيفة التى لا يبدو عليها اي نوع من الحياة اشتد بي الجوع والعطش فلم اتناول الطعام منذ اكثر من يومين. حتى كدت اموت من شدة الجوع والعطش فلقد فقدت السيطرة على تصرفاتي واصبحت لا استطيع التفكير باي شئ. كل ما استطيع التفكير به هو انني جائع و اريد ان اكل اي شي اجده امامي. فهذا هو اليوم الثالث الذي لم ارى فيه مخلوا في تلك الصحراء .
وبعد طول انتظار واذا بي ارى ذلك المخلوق قادم نحوي فلم استطع تصديق نفسي من شدة الفرح فجريت اليه كاالمجنون و كأن ذلك المخلوق هو مركب النجاة الذي سوف ينقذني من الموت المحقق.
فعندما اقتربت منه فاذا هو غلام صغير لا تتجاوز سنة العاشرة.
فقلت له ماذا تعمل هنا ايها الغلام والى اين انت ذاهب. فقال لي: لقد كنا نقيم قريب من هنا قبل يومين ولكننا انتقلنا الى مكان اخر و فقدنا بعض الأغنام .فذهبت ابحث عنها لعلها عادت الى المكان الذي كنا نقيم فيه سابقا قبل يومين.
قفلت للغلام وم اين اتيت : قفال لقد اتيت من اهلي الذين هم على مسافة نصف يوم من المشى على الأقدام من هنا .
و لكني لا استطيع ان اتحمل الجوع والعطش اكثر من ذلك . لا استطيع ان امشى مسافة نصف يوم اخر حتى اصل الى اهل ذلك الغلام.
فقلت للغلام حسناً سوف اذهب معك نبحث عنها . فان وجدنا تلك الأغنام فسوف أكلها واتركك تذهب الى اهلك. وان لم نجدها فلن اجد بدا من ان أسد بك جوعي!!!!!!!!!!
و قام الرجل بتقييد رجلي الغلام و يديه واحكام الرباط عليهما حتى لا يفلت منه.
و فعلا ذهبا سويا الى المكان السابق الذي كات تقيم فيه اسرة الغلام.
فعندما وصلا الى المكان أخذ الغلام يدير بصره يمينا و شمالا لعله يجد تلك الأغنام التي سوف تحميه من انياب ذلك الرجل الوحش. ولكن لسوء حظ الغلام لم يجدو شيئا.!!!!!!!!!!
فقال له الرجل لا استطيع الأنتظار اكثر من ذلك لا استطيع ان اتحمل الجوع والعطش اكثر من ذلك ان لم اسد جوعي بك سوف اموت انا من الجوع. فأخذ الغلام يتوسل الى الرجل لكي لا يقتله و يطلق صراحه ولكن لم تجدي نفعا صرخات الغلام و توسله الى ذلك الرجل.
فقام الرجل واخرج سكينا كانت معه. و قام باحكام مسكته للغلام . وقام قطع رقبة الغلام.
و بعدها قام بفتح بطنه وتنظيفه من بقايا الطعام . وقام بتقطيع الغلام الى قطع صغيره.
وبعدها أشعل النار وقام بشوي الغلام فوق النار كما تشوى الذبيحه.
و اخذ ياكل ذلك الغلام حتى لم يبقي شيئا منه سوى عظامه.
و بعد انتهائه من اكل الغلام جمع قواه وتابع مسيره في تلك الصحراء حتى وصل الى الجهة التى كان يريدها.
هذا بأختصار ما رواه لي ذلك الشيخ وقمت انا بصياغة كلامه
المفضلات