[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:black;border:3px double gray;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]









تكثرُ الأساطير في حياتنا و تولج في أعماقِ ولبِ ثقافتنا و تنمو وتتكاثر بفعلِ البريقِ
و الاتجاه من فوق ومن الأعلى إلى الخلايا المتوارية عن الأبصار إلى كهوفِ النفسِ
و العقلِ الباطنِ فتنافي قانون الجاذبية و الاحتمالات و المعادلات .

أمثولة الإنسانِ لا تزالُ تعششُ في البعد الأولي للنفسِ وبين الكفينِ و الأهداب..
تتموسقُ على أوتارِ القلب ب ألحانَ عِذاب وبتراتيلَ مقدسةٍ ل تتلقح بويضةُ الودِ
بأجنةِ الأمثولةِ ف يولدُ الحبُ المتطرفُ عن كلِ شهواتِ المنى و الرجاءِ يتقوقع في الوريد
هدوءه ضجيج و صمتهِ نداء.

أسطورةٌ قد نالت من العقل و الوجدان ف تبللت الصحراء بندى الديمِ ، أسطورةٌ ولدت من رحمِ
المعاناة و الأيام و الليال و السنونُ التي لم تعرفَ سوى ال [هو ] كأسطورةٌ للانقاذِ المترفِ
فكان أشبهَ بماءِ السماءِ و أمواجِ الشاطئ و ملائكةِ الجنةِ .

وتتعاقبُ الأزماتِ و تزأر في قيعانِ المشَاعرِ أصداءَ لتعمي البصرَ و البصيرةَ ف تصبحُ اسطورةٌ
سائدة و متسيدةٌ حاضرةٌ وغائبةٌ فإن هو نأىَ لم ينأى اعصارٌ و لم يصمتِ الزلزالُ ولم يرتحل
طرفٌ عن مهدهِ وعن ظلالهِ و عن أوراقِ نثرها في غياهبِ النفس و الفؤادِ.

مجاهيلُ الأسطورةِ و عينانِ باحثةٌ عن مآثرَ وعن مواقفَ وعن سطورٍ وعن حروفٍ كانتْ في حينها
ليست ككلِ المآثرِ و الأسطرِ و الأحرفِ، و يتعثر درب البحثِ بآلافِ الصخراتِ و لكنَ الحلمَ و الأسطورةَ
استحقا كل الهذيانِ و مجاميعَ الخسائرَ المعنويةِ و الماديةِ و الاعتبارية.

وتمضي الدهور... وليس للأسطورة في المدى حدودٌ ولا ارتسمتِ المسافةُ ب الكيلومترات
كانت تؤنسُ الليالي العجافَ بذاك السرُ المسكونِ بينَ الكافِ و النونِ بطرفةِ عينٍ و صدى السكونِ
وتزلزلت الأرضُ و أخرجت أجداثهَا وعن مالها سئلَ سؤالهَا و لم يأتِ جوابهُا .. ف الطبيعةُ من أعداء
الرموز و الأساطير تبتلعُ في أتونهَا الأصنامَ و التماثيل بفلسفةٍ اعتباريةٍ خاضعةٌ للقوانينِ الفيزيائيةِ
و التراكيبِ الكيميائية .

واهتزَ عرشُ الأسطورةِ عندمَا سمحتِ لزلزلةِ الأرضِ تغيير معالمهَا فارتدت اللبوس الحالكاتِ
وأضحت من ضمن الأوراقِ الصفراءِ تتساقطٌ عمداً و قهراً و غضباً فكيفَ للأسطورةِ أن ترضىَ
بتلكَ الحممِ و تلك التصدعاتِ.

و تنتهي الأسطورة كما ينتهي كل شيءٍ في تلكَ الحياةِ... و تصبحُ مجردَ آثرٍ تذروهُ الرياحِ
و يتلاشى بريقها عندما سقط قناعها و استبدلت ماءها و استوطنت غير سماءها
وسعت وراء أهدابَ افتراضية لتنالَ الرضا كافية و الصفحَ و الغفرانَ في قعرِ محدبٍ لا يملك استطالة
نحو النورِ ..



[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]