سبق وان كتبت عدة مقالات حول استقالة حكومتنا الرشيدة ، حتى انني في اخر مقالة توقعت ان يصلني الدور لاصبح وزيراً من كثرة الاستقالات التي تتقدم بها الحكومة بين الفترة والاخرى ..
في حوالي الساعة الواحدة من ظهر امس قدمت الحكومة استقالتها للمرة الثالثة خلال اقل من عامين ، وسببت كعادتها بعدم التعاون من السلطة التشريعية ...
والحقيقة اننا وصلنا لحالة من الحيرة بين ما تدعيه الحكومة من عدم تعاون مجلس الامة معها ومع ما يدعيه المجلس بعدم مقدرتها على مواجهة الفساد واصحابه من المتنفذين مبرراً ذلك بضعفها .
ورغم الظروف التي تمر بها البلاد فانا مع الاستقالة ومع عدمها :
مع الاستقالة ان كان فعلاً تلك الاستقالة ستأتي لنا بحكومة تكنوقراط قوية ومتجانسة لتدير البلاد نحو التنمية الصحيحة ، ومع عدمها اذا كان الحال سيكون كما هو في التشكيلات السابقة ...
ما اعرفه ان سمو الرئيس رجل اصلاحي بشهادة غالبية اعضاء مجلس الامة وغالبية رجالات الكويت
الامر الذي ينفي معه التذرع بعدم تعاون المجلس مع الحكومة ، الا اذا كانت تلك التصريحات التي تصدر منهم هي لمجرد الاستهلاك الاعلامي .
باعتقادي انه لا مجلس الامة ولا رئيس الحكومة معنيان بهذه الاستقالة ، انما المعني بها قوى الفساد والاستحواذ التي باتت تسيطر على خيوط اللعبة السياسية ...
أخيراً :
لاول مرة تدرج عبارة المساس بالوحدة الوطنية من ضمن اسباب استقالة الحكومة رغم حكمة اهل الكويت في احتواء تلك الازمة واخماد بوادرها .. فهل هناك شيء ما لانعرفه ؟؟
المفضلات