أحد الزعماء العرب قال " نحتاج الى مراحل طويلة لكي نصل الى النضج السياسي " ..

هذه العبارة توقفت عندها كثيراً ، وعدت الى الوراء أكثر فأكثر ، لأتذكر ما وصل اليه السابقون من بني جلدتنا وما حققوه من إنجازات تاريخية ، لأصل في نهاية الامر الى سؤال وحيد :
(( كيف إعدمت تلك السياسة التي سيقنا لها الأولون ))

ما قاله الباشا صحيح ، فأمتنا في مرحلة الطفولة السياسية او المراهقة السياسية ، والدليل على ذلك ان كل الثورات والشعارات التي سرنا عليها كانت عواطف شعبية حماسية يحركها زعماء لهم كاريزما آسرة ولا تنتهي إلى بلورة وفرض نظام سياسي واجتماعي وثقافي محدد المعالم ...

ما قاله الباشا هو الواقع الحقيقي لأمتنا العربية التي تتحرك بوازع عاطفي " حزبي او طائفي " دون
أن تعي معنى المصلحة العامة او المصلحة القومية والوطنية لأمتها ...

ما قاله الباشا ينطبق على ثقافتنا السياسية التي نشدق بها بين اللحظة والأخرى كالأطفال الذين يعانون من النقص الشديد في ادواتهم فيحاولون إيهام نظرائهم بانهم يمتلكون تلك الادوات ...

نعم يا باشا نحن كالاطفال لم ننضج بعد ولا نحتمل مواجهة الحقائق كما هي ، فنسمي الهزائم نكسات أو نوهم الناس بانها انتصارات ونهتف لأصحابها بالروح والدم نفديك يا زعيم ...

صدقت يا باشا فأن ما يحدث الآن في الشارع السياسي هو أشبه بشخبطة سياسية ، فهناك محاولات من هنا وهناك تريد الإصلاح ولكنها لا تجد خلفها إرادة شعبية فاعلة ومؤثرة ، فتعود إلى أدراجها أو لا تعود أملا في صحوة النائمين والمغيبين في الغد ، فتتكرر المحاولة ويتكرر الإحباط ويراكم الغضب ويتزايد الخطر من خروج هذا الغضب بشكل غير منظم وغير محدد فيحرق ويدمر بلا هدف أو نظام....

لقد قمتم يا باشا بصناعة ما نلهو به نحن الشعوب بسياسة الاطفال لتبعدونا عن سياسة المصالح التي اقتصرت عليكم وعلى مصالحكم الخاصة ، فما منحتموه لنا من شخبطة سياسية ليست ببعيدة عن بقية الامور الأخرى في حياتنا ومستقبلنا لنلهوا بها كالطفل عندما يلهو بالعابه ..

وطالما نحن نفتقر للعمل الجماعي والى التنظيم وروح الفريق الواحد سنبقى في اميتنا السياسية
وفي طفولتنا السياسية وفي مراهقتنا السياسية لتنعموا انتم يا باشا ومن غيبنا منكم عن السياسية ولعبتها ..

شفت ازاي يا باشا ان كلامك الي ألتوه صح ميه ميه ولا فراخ الجمعيه !!!

تحياتي