[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

كلَمَا أشرقَتْ شمسُ نهَارٍ نصحو لنرىَ أنفسنا من عِدادِ الأحيَاءِ ف نقولُ الحمدُ للهِ..

نخرجُ من بيوتِنَا ف نرى زرقةَ السماءِ ... ف نشكرُ الله...

نرى الأشجَارَ باسقةَ الأفنانِ خضراءَ ... ف نحمدُ الله...

نرى الأرصفةَ و الشوارعَ و المبانيَ ... ف تشرئبُ النفوسُ بسامةَ الثغرِ...

ندخلُ إلى الدوائِرَ الرسميةَ و الحكوميَةَ و نرى مقعَدَنَا باقٍ ف نُصَابُ ب فوبيَا الوطنيَةِ...

كلٌ شيءٍ آبدٍ في بلاديَ ... حتى المقابِرَ التي تستقبلُ يومياً عدداً لا بأس بهِ ممن يصابون

ب الموتِ... فتبتلعهمُ الأجداثُ كما يبتلعُ الإعصَارُ المدنَ..

كلُ شيءٍ يمكِنُ قبولُهُ في بلادي...

وكل شيءٍ واردٍ و خاضعٌ لنظريةِ الاحتمَالِ...

ومعَ التغيرات البيئيةِ و المناخيةِ و الاعتصارِ الاقتِصادي ... تغَيَرت معالمُ الحيَاةِ ف استطالتِ

الأدمغةُ و تقعرت...و النفوسُ لا تزالُ راضيَةٌ... حامدةٌ ...

ومنْ جُملَةِ الآوابدَ في بلادنا العربية ما يُسمى ب الأهليةِ في الدوائرَ و المؤسساتِ الحكوميةِ

ف المديرُ العام للمؤسسة الفلانيَةِ ومن تاريخِ مباشرتهِ مهامَ منصبهِ الميمونَ يسعى جاهداً

ل تعيينِ أفرادَ أسرتهِ ك نواب و سكرتارية وأعضاءَ مجلسِ إدارة...

و الوزيرُ الفلاني ... لم يدعْ فرداً صغيراً أو كبيراً في بلدتهِ إلا أحضرهُ إلى وزارتهِ... بدافعِ الغيرةِ الوظيفيةِ


حقولٌ مزروعَةٌ ب الأقاربِ و أقنيةٌ لتواصلٍ ورحمٍ غيرَ مسبوقٍ..

هذا إبن عم الوزيرِ وذاكَ أخاهُ و تلك خالتهُ و ذي ابنةَ عمتهِ ...

موظفو القسمِ الفلاني من بيئةٍ واحدةٍ و من قريةٍ واحدةٍ لا ثانيَ لهَا ...

فهم بطانَةُ الوزير و هم حماةُ الديارِ عليهمْ سلام..

نسعى للولوجِ في تلكَ المحيطاتِ الرابيةِ فنرى أن الأمر في استفحالٍ مريبٍ...

و أهليَة.. و محَليِة و يابِنت قُولي لأمكِ...

طالتْ تلكَ المشَاعرَ المتأخيةِ مع أفرادِ البلدة و القرية و الحَارة حتى تخرتْ منا العظمَ و المفصل

و أصيبَ ب الهشاشةِ .. ف سَهُلَ كسرهُ و التواءهِ ...

لا نرىَ تغييراتٍ منظورة ولا مكتوبةٍ.. وليس لدينا بشائرَ لمعالمَ أخرىَ سوى كما اعتدنا

زرقَةَ السماءِ و الأشجَارِ الخضراءِ و المقابرَ الصماءِ...و الأهليةِ في الدوائرِ و المؤسساتِ

مؤسفٌ حالُ الوَطَن... بديمومَةِ تلكَ المعالمَ .. ومؤسفٌ أكثرَ حالُ المواطنُ اللاهثِ وراءَ

الأحلامِ وأضغاثِهَا و الكوابيسِ و ظلامهَا و نبوءةٍ استحال قدومِهَا..

واقعٌ قد شُيّدَ ب جدرانٍ شاهقَةٍ... تُعانيَ الصدعِ .. لكنْ .. متى ؟ الانهيَار.. !!

تعِبَ قَلبي ... ف لا أتلمسُ سِوى مثوىَ لأفكارٍ قد شُيَعَتْ ل لَحدِهَا ريعَانةَ العمرِ ..



[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]