هذه دعوة من الشيخ نبيل العوضي
أنا لا أزعم انه لا يوجد خلاف بين المذهبين، بل الخلاف موجود في الفروع والاصول ولكن هذا الامر يجب ان لا يتجاوز حده في السلوك والفكر، بل لا بأس من الحوار والنقاش، ولكن بآدابه وأصوله، أما التراشق بالالفاظ واتهام النيات، بل التحريض على الطرف الاخر فهو أمر لا يريد صاحبه أي خير لمجتمعه وبلده.
ان الأكثرية من السُنة والشيعة، لا تريد ولا تفكر بأي صراع أو معركة، ولكن المصيبة ان كل طائفة فيها متطرفون، لا يرون جواز بقاء الاخر ـ ربما ـ على قيد الحياة، وهذه القلة المتطرفة تعيش اليوم افضل مراحل تاريخها، فالحرب الاعلامية، وتوتر الاجواء، والتراشق من هنا وهناك، هذه الاجواء تبث الروح في »خفافيش الظلام« الذين سينتظرون أي فرصة لتحقيق غاياتهم.
ان أي شرارة يطلقها أي متطرف من أي فئة كفيلة باشعال المعركة التي ستفقدنا الامن وترجعنا الى الوراء عشرات السنين، وعن تأمل ما يحدث في العراق ولبنان وبالامس القريب في البحرين علم قدر الخطر الذي نحذر منه.
قد يستغل هذه الاحداث أطراف خارجية لا أحب ذكر اسمها، ربما يكون من صالحها اشغال البلاد بمعارك تعصف بها، وربما تغير من سير المعارك حولنا، وربما تؤجل بعض الخطط العسكرية الاقليمية، وربما يكون لها اهداف اخرى، فما الذي يضمن لنا عدم اختراق هذه الاطراف الخارجية لأمننا، والحال يعلمه كل بصير.
ان صوت العقل اليوم مسموع، لكن اذا تكلمت القنابل ونطقت الرصاصات، وصاحت المتفجرات، فلن يسمع احد أي صوت من أي عاقل ولو صاح بأعلى صوته!! فليستغل العقلاء حناجرهم اليوم لوأد أي فتنة تلوح بالافق، وليستخدم كل ذي سلطة سلطته لقطع دابر أي صاحب شر لا يريد بالبلاد خيرا (واذا فات الفوت ما ينفع الصوت).
لا بأس أن نختلف اسلاميين وليراليين، سنة وشيعة، حكومة وشعبا، ولكن أحيانا يتجاوز الخلاف حدوده، ويحتاج الجميع الى استراحة لتصفو القلوب وتهدأ النفوس، فالسفينة تحمل الجميع، فلن يستطيع الاسلاميون اغراق الليبراليين وحدهم ولا الليبراليون اغراق الاسلاميين وحدهم ولا يستطيع السُنة اغراق الشيعة وحدهم ولا الشيعة اغراق السُنة وحدهم فإما ان تنجو السفينة بمن فيها وإما أن تغرق السفينة بمن فيها، فاتقوا الله في هذه السفينة التي تقلنا.
هذه دعوة من القلب للجميع أن يكونوا سببا في تهدئة الأمور، وتصفية النفوس، وإزالة الضغائن، فالمصلحة العامة يجب أن تقدم على المصلحة الخاصة، والله الموفق لخير الأمور.
المفضلات