قبل الثورة الفرنسية كان الشعب الفرنسي عبارة عن نبلاء ورجال الدين فقط وبقية الشعب لايعتبرونهم مواطنين بل عمال لا يعنيهم الوطن او المواطنه ، وجاءت الثورة لتلغي هذا المفهوم ..
اما العرب فبعد الثورات أصبحوا كالفرنسيين ما قبل الثورة ، حيث اصبحت المواطنه تخص السلطة وطبقة التجار والمنتمين للحزب الحاكم ، وما سواهم فهم ليسوا بمواطنيين ...
لقد خاضت شعوب العربية نضالا طويلا وشاقا ودفعت من دماء أبنائها ثمنا باهظا ، وتحملت الحرمان وشظف العيش ، وهدفها الاستقلال والحياة الحرة الكريمة في وطن مستقل يكون فيه المواطن سيد نفسه وسيدا في وطنه دون منافس ، ويكون الشعب مصدر السيادة و السلطات جميعاً ، فكانت التضحيات كبيرة للوصول إلى تلك الآمال الكبيرة .
ولكن سرعان ما تبددت تلك الآمال وانحسرت في طبقة الاحزاب الحاكمة لتعيد مفهوم المواطنة الرجعية الى ما كانت عليه الشعوب المتخلفة ، فاصبحت الشعوب العربية المتحررة من براثن الاستعمار ، مستعمرة من قبل فئات بعينها دون اعطاء الحق للبقية في المشاركة في القرار لاوطانهم ..
لقد انفردت بعض الاحزاب وبعض الاقليات بالسلطة في معضم الدول العربية دون أن تعطي الحق للامة في المشاركة في تقرير مصيرها او حتى بناء الوطن ، الامر الذي جعل العرب في مصاف الدول المتأخرة حضارياً وعلمياً وثقافياً ..
وأصبحت المواطنه مقتصرة على نخب بعينها لا يحق للمواطن العادي أن يتغنى بها او يدعي بان له الحق فيها ، فكفر غالبية الشعوب العربية بالوطن والوطنية وعدم الشعور بالانتماء والولاء لاوطانهم ..
تحياتي
المفضلات