[align=CENTER][table1="width:85%;background-color:white;border:4px double black;"][cell="filter:;"][align=right]
[align=CENTER][table1="width:95%;background-color:silver;border:8px double blue;"][cell="filter:;"][align=right]
هناك تمييز بين وظيفة الداعية ووظيفة الباحث في الحياة، فالداعية هو الذي يتمسك بعقيدة من العقائد ـ دينية او سياسية ـ ويدعو الناس اليها، ولذلك فهو مضطر ان ينظر في احداث التاريخ نظرة تقييمية حسب معيار العقيدة التي يدعو اليها. اما الباحث فالمفروض فيه ان يدرس احداث التاريخ دون ان تكون له أي فكرة او موقف مسبق منها، واذا كانت لديه مثل هذه الفكرة او الموقف المسبق تحول من كونه باحثا الى كونه داعية. وليس المقصود من ذلك تفضيل احدهما على الآخر، فكل منهما له وظيفة في الحياة الاجتماعية، ولا تستقيم الحياة ما لم يكن فيها دعاة وباحثون في آن واحد،اولئك يحركون التاريخ وهؤلاء يدرسونه.
يمكن تشبيه الداعية والباحث بالمحامي والقاضي في محكمة التاريخ، فالمفروض في المحامي ان يتحيز الى جانب موكله، لأن هناك محاميا آخر يتحيز الى الجانب الثاني. ام القاضي فالمفروض فيه ان يكون محايدا بين الجانبين لكي يستطيع ان يدلي بعدئذ بحكمه العادل في القضية المعروضة عليه. فاذا تحيز القاضي كان كالمحامي الذي لا يتحيز الى جانب موكله، فكلاهما سيعد مقصرا في اداء واجبه الذي انيط به.
ولكن ياترى هل اننا عندما نكتب نفصل بين الجانبين؟ على الاكثر ان كثيرا منا يخلط بين الوظيفتين ، قصد ذلك ام لم يقصد.
[/align][/cell][/table1][/align]
[/align][/cell][/table1][/align]
المفضلات