تحدثت في السابق عن الصراع التاريخي بين العرب والصهاينة ، وان هذا الصراع هو صراعاً تاريخياً، حضارياً سياسياً مركباً، ولأنه كذلك فإنه يحتاج منا دائماً أن نركز على أبجدياته، ونعيد قراءة مصطلحاته الأساسية والتي يراد لها أن تزيف، وأن ننساها...

الصهيونية كلمة اشتقت من لفظ صهيون الذي جاء ذكره لأول مرة في التوراة، ثم تكرر ذكره فيما بعد في الأسفار اليهودية الدينية، وصهيون في الأصل جبل يقع إلى الشرق من مدينة القدس القديمة أورشليم ونجد مما ورد في التوراة أن النبي داوود قد انتزعه من اليبوسيين الذين كانوا يسكنون فلسطين قبل مجيء العبرانيين إليها، وكان يراد به -في الأسفار المذكورة- مدينة داوود، أي عاصمة مملكتهم ورمز مجدهم....

ويتركز مفهوم الصهيونية بمعناها الخاص في الاعتقاد بضرورة تكوين مجتمع يهودي يحكم نفسه بنفسه في فلسطين، وتحقيق أمل اليهود بالعودة إلى الأرض المقدسة....

والصهيونية بمعناها العام هي حركة سياسية تستمد أصولها من الفكر الصهيوني النابع من عقائد التوراة المزيفة وشرائح التلمود، كما تستمد صهيونيتها من ارتباط الفكر اليهودي بعقائد دينية وعنصرية ثابتة في أذهانهم، ومن ثم أصبحت الصهيونية حركة سياسية واضحة المعالم تقوم -كغيرها من الحركات السياسية- على أيديولوجية ثابتة....

ويقول وايزمان: إن يهوديتنا وصهيونيتنا متلازمان متلاصقان، ولا يمكن تدمير الصهيونية دون تدمير اليهودية...

إذن صراعنا مع الصهاينة صراع تاريخي عقائدي لايمكن فصلهما ، الامر الذي يستوجب معه أعادة النظر في قراءة التاريخ جيداً على أساس عقائدي وليس على أساس قومي كما فعل العرب بكل حروبهم مع الصهاينة ...

ولاننا لا نعي قراءة التاريخ ولا نكلف انفسنا في العودة الى الوراء لمعرفة ما قمنا به من أخطاء قاتلة ومدمرة ، فان الامر سبقى كما هو حاصل لمزيد من الخضوع والتنازلات لصالح اليهود ..

والمتابع لمعركتنا مع الصهاينة منذ بداياتها الى يومنا هذا ، سيجد أن قضيتنا كعرب ومسلمين كانت القدس الشريف أما الآن فما نتحدث عنه هو حدودٍ رسمت بايادي صهيونية لا علاقة لها بالقدس كعقيدة للمسلمين جميعاً ، مما يعني أن الصهاينة استطاعوا أن ينتزعوا منا العقيدة ليحولوها الى صراع مكاني وحدودٍ وسلطة !!!

تحياتي