رجل أردني أصم .. لم يسمع صوتاً منذ ولادته .. تحدث في مقابلة له في إحدى القنوات التلفزيونية ..قائلاً :
أنا ولله الحمد أعيش سعيداً مع زوجتي وأولادي الثلاثة وابنتي .. تعلمنا كلنا لغة الإشارة .. حيث أن اثنين من أبنائي أيضاً ولدا أصمين ..
أشعر بالسعادة .. وبنعم الله الكثيرة علي .. أشعر بالقناعة والرضاء .. لا أتذمر أبداً من إعاقتي .. بل أشعر أنني إنسان طبيعي .. وأمارس حياتي كأي إنسان طبيعي ..
r
لنتأمل .. إخوتي الأعزاء ..
هذ الإيمان العظيم .. هذه القناعة التي يسعد بها هذا الإنسان ..
عندما يتحدث شخص مبتلى .. وبلغة الإشارة على التلفاز قائلاً : أنا سعيد وراضٍ بقضاء الله عز وجل .. !!!
عندما نرى بأم أعيننا كيف يكون الشكر العظيم لله الخالق على جميع النعم .. فتتضاءل تلك النعمة التي حرم منها بجانب هذا الصبر العظيم ..
عندها سنخجل جميعاً من أنفسنا ..
نعم سنخجل ..
فكم مرة شكرنا الله على نعمه .. ذلك الشكر الذي يليق بجلاله سبحانه .. ؟؟
سنخجل عندما نتذكر كم مرة قلنا أف ) على ابتلاء ضئيل ابتلينا به .. هذه الكلمة التي لا تفارقنا أبداً ... يا للخجل :o
إخوتي ..
هيا ..
لنقنع أنفسنا ..
لنفعل كما يفعل هذا المبتلى ..
لنقل : نحن سعداااااااء .. ونرددها صباحاً ومساءً ..
سنشعر حتماً بالسعادة تحتوينا بجناحيها الكبيرين .. لتضللنا من شمس التعاسة الحارقة .. تحلق بنا في فضاء رحيب .. نتراقص فيه طرباً بتلك المشاعر التي تنقلنا إلى عالم جديد تغمره السعادة ..
لكن لنرفق مع هذه المقولة شكر الله سبحانه وتعالى على نعمه الكثيرة .. على عطائه كل يوم .. على تلكالصحة التي نتمتع بها .. والعافية التي نرفل بأثوابها .. على تلك الأموال التي منحنا الله إياها فضمن بها لنا حياةً كريمة .. على الأهل والأصحاب والأولاد .. والعشيرة .. على الأمن والأمان ..
نعم لا يمكن أن نعددها .. لنشكر الله عليها .. حتى نشعر بقيمتها ..
إذا حرمنا من واحدة .. فغيرها الكثير الكثير الذي نملكه ..
لنتأمل إخوتي .. حال كل مبتلى .. ولنعتبر .. ولنصبر .. ونشكر ..
ونتذكر أن المؤمن مبتلى .. والأهم أنه مأجور على هذا الابتلاء إن هو شكر ..وأول هذا الأجر هو السعادة التي سيشعر بها في الحياة ادنيا .. قبل الآخرة ..
إخوتي عذراً على الإطالة ..
لكنها خلجات .. في النفس .. قرأت وسمعت طرفاً منها .. ثم أفرزتها تنهيدات هنا .. في هذا المضيف الرائع .
أختكم :وميض .
المفضلات