/
/
كل مساء ..
وكأي أنثى تحب أن ترى نفسها فاتنه جميلة وتستمتع هي قبل غيرها بما وهبها الخالق من حسن ..
أمسك فرشات " المكياج " و قلم " الكحل " كي أبدء بالرسم وأضفي بعضاً من اللمسات
على ذاك الوجه الذي أتعبه القدر ..
أكحل تلك العينان السودوان لأزيد سواد أهدابها وبؤبؤها سواداً
وأحمر تلك الشفاه المتوقده جمراً حد تطاير الشرار
وأضفي على خدود الورد ألوان الزهر
وأنثر ذلك الليل الأسود المترامي على أكتافي لينطلق هو الأخر معي في هذه الليله بكل حريه
وبعد أن أنتهي ..
أنظر الى نفسي في المرآه وأدور دورة فرح وسعادة ..
وأتمتم بيني وبين نفسي " يااااه كم أبدو فاتنه وجميلة شكراً لرب بما منحني كل هذا الجمال والحسن "
وأظل طوال الليل أتأمل ذلك الوجه .. وبنشوة من الفرح على نغمات الموسيقى الصاخبه
والرقص - فأنا أتقن كل رقصات الشرق بل وأتفنن فيها -
ثم بعد - تعب -
أجلس بصمت لأعيش لحظات هدوء وتأمل ولا ألبث على هذه الحاله
حتى يأتني ذلك الصوت الصارخ من بعيد وينطق بلهجه كلها سخريه وأستهزاء :
يااااه كم أنتي مسكينة .. أقسم أنك تثري شفقتي
لماذا ياصغيرتي كل هذا الفرح والسعادة التي يسيطر عليها الغرور بما تمتلكِ من جمال ..؟!
فأذا كنتي جميلة فعشرات النساء يفقونكِ جمالاً..
وأذا كنتي سعيدة فمئات البشر تنتشلهم سكرات السعادة بين وقت وأخر ..
ولكنهم لا يُهمون أنفسهم بالسعادة مثلكِ..
فهم يعيشون سعادة حقيقية بما تحمله الكلمة من معنى
لأنهم فقط .. يعيشون ( الحب الحقيقي )
أما أنتي تعيشين وهم وهم لا محاله
فالحياة بلا حب حياة مُميته
وأن كنتِ تحتضرين فبعد سويعات حتماً سوف تموتين ..!!
قولي لي أين السعادة من ورده لم يقطفها الحب من أرض اليأس و الألم حتى الآن ..؟!
لاتقولي لي " كان " فذلك مؤلم جداً
لأن العيش في رحمة الماضي عيشة مرّه ولا يختارها إلا من يأس من الأمل
كان يسكن هذا القلب حب ويموت .. ويأتي حباً أخر ويموت هو أيضاً..
وتعددت الأسباب والظروف وموت الحب واحد ..!!
وأقاطعه :
أرجوك أسكت .. أسكت
كف عن هذا الكلام لم أعد أحتمل
ويصيح في وجهي :
لن أكف هذا واقعكِ فأنا لا أريد منكِ أن تعيشي في - وهم -
وكلامي هذا ليس الإ وغزه خفيفه لتستيقضي من سباتكِ العميق وحلمكِ الطويل الكاذب
وأنطق أنا بصوت تخنقه العبرات :
أرجوك لا تتجرء وتفتح ملفات قديمة أحتل الغبار كل ورقة منها ..
أنا لست أسيرة في رحمة الماضي فأنا لا أعيش من الماضي سوى ذكراه الجميلة
أتريد مني أيضاً أن أقتل حتى الذكرى الجميلة وهي مجرد - ذكرى - ؟!
( رحمة لا أكثر )
وسرعان ما تولد الدموع من بين محاجر عيناي وتتسابق في الأنهمار الى خداي ..
لتموت بين شفاهي..
ويعود هذا الصوت بعد أن أحس بتأنيب الضمير وأنه كان قاسي علي
ويهمس :
أبكي وغرقي كل ملابسكِ بالدموع فالورد لا يكتمل جماله الإ حينما يستوطنه قطرات الندى
وتسامر عيناه حتى الصباح ..
وأقاطعه :
ما ذنب الورد يبكي ويُمزق ويُداس عليه بالأقدام وعمر الفرح له قصير والموت منه أقرب ..؟!
رغم أنه لايمنح الإ الجمال لناظرين ..
جمال الألوان والشكل والرائحة حتى طعمه تتذوق فيه شذى من العطر ..!!
أهذه الحياة قاسية وظالمة لهذه الدرجة ..؟!
أين - العدل - ؟؟
ويُواسيني قائلاً :
حتى وأن مات الورد وجف يظل جميل
الا ترين أن كل عاشق يحتفظ بالورد بين طيات الكتب ليس لأيام بل لسنين
ويتأملها ويشمها حتى وهي ميته ..؟!
ففيها سحراً وجمال فريد
ورغم محاولته الجاهده في مواساتي ومساعدتي
لم ينجح في ذلك!!
فقد أثار في داخلي هذه الليلة بركان من الحزن والألم
وبعد هذه السهره المتشبعة بالألم أخلد الى فراشي
لأنام ..
وأنام ..
وأنام..
علّي أجد الفرح والسعادة حتى ولوكان ذلك - حلماً -
فالوردة أختنقت وأوشكت على - الموت -
بعد أن جف عنها أكسجين الفرح !!
/
/
أهداااب
المفضلات