في احد زياراتي للبنان المذبوح ، واثناء جلوسي وصديقي في احد مقاهي الروشة على البحر الابيض المتوسط أقبلت علينا عجوز غبراء شكلها يوحي بالشعوذة والسحر ..

اتجهت الى صديقي وكانها تعرفنا باننا من الخليج ، وانقضت عليه وكانه فريسة شاء القدر بان تلتهمها ..

بادرته بكلمة اغشعر لها بدني وعقلي حين قالت له (( انت مسحور )) ..

فقال لها ماذا تقولين ؟؟ قالت له انت مسحور ومن عمل لك السحر صديق لك !!!

فصرخت بوجهها وقلت " كفي عن شعوذتك واغربي عنا لنتمتع بجلستنا الهادئه !!

واذا بصديقي يقول لنستمع اليها فانتابني شعور بانه قد اصابه الشك فيما تقول !!!

قالت له ان صديقك هذا يكرهك ويغار منك واراد ان ينتقم منك ويؤذيك في صحتك ومالك
واسترسلت فاذا بها تقول له ان اسمه فلان

قال صديقي وهو منبهر صدقتي ففلان اشعر بانه لا يرغب برؤيتي أحياناً

قلت له اذكر الله واتركها فانها مشعوذة وصرخت بوجهها " اذلفي لا انادي الشرطة عليك "

قالت لصاحبي ان اردت ان افك سحرك اتبعني

وذهبت واذا بصديقي يتبعها دون شعور فلحقت بهما واذا بها جالسةٌ معه بزاوية عمارة وتربط اصابعه بحبل صغير وتطلب منه نقود لفك سحره وهو يعطيها فغضبت عليهما وصرخت منادياً احد الشرطة الواقفين على ناصية الطريق فاذا بها تطلب منه النقود وهو يعطيها دون شعور حتى نفذت نقوده فقالت اطلب من صاحبك فطلب مني ورفضت وصرخت بوجهه وطلبت منه سحب يده وما ان سحبها
واذا بها تقطع من شعر يده لتهدده بانها سوف تعمل له عمل يمنعه حتى من زوجته فخاف منها واخذ يتوسل اليها بانه سوف يحضر لها ما تريد فمسكتها دون ان اتمالك نفسي وقلت :
والله يالعجوز الغبرا اذا لم ترجعي النقود لاربطك بحبلك هذا واجرك مثل العنز للشرطة فطلبت من صديقي ان يبعدني عنها فدفعته وكدت ان اضربه واذا به يعود الى وعيه ويستفيق من حالته ..

فطلبت منه ان يحضر الشرطي وانا قد امسكت بها جيداً حتى لا تهرب الى ان خافت عندما رأت صديقي اصبح لايرد عليها وتركها ليحضر الشرطة فقامت واخرجت نقودة واعادتها لنا وهي تقول :

سوف اعمل لكما عمل قوي ستندمان طول عمركما منه

قلت ان الله لعنكم ولن يصيبنا الا ما كتبه لنا اذهبي ايتها الشمطاء وافعلي ما تفعلين !!

صديقي جلس بقية الرحلة في وسواس وانا اطمئنه بان لا يصدقها فهي كاذبة وحتى عدنا الى بلدنا وبعد ايام أتاني واذا به مبتسم ويقول :
صدقت يا ابا جاسم فكل ما قالته هذه الساحرة كذب وافتراء

تحياتي