أبها: محمد الدعفيس
انتزع الهلال أولى بطاقتي العبور إلى نهائي كأس ولي العهد بفوزه على الشباب (1/صفر) في المباراة التي جمعتهما أمس في إستاد الملك فهد الدولي في إياب الدور نصف النهائي للمسابقة (ذهاباً تعادل الفريقان دون أهداف).
وسجل لاعب الشباب فيصل العبيلي هدف الهلال خطأ في مرمى فريقه في الدقيقة 40 حينما حاول إبعاد كرة هلالية لكنه وضعها برأسه عن يمين حارس مرماه وليد عبدالله.
ولم ترتق المباراة في مستواها الفني لما شهدته مباراة الذهاب التي دانت الأفضلية فيها للشباب، وإن كان الهلال قد أعلن عن حضوره بشكل أوضح في الشوط الأول لمباراة أمس، ونجح في الاستفادة من هدفه اليتيم وحافظ عليه بتكتيك وتنظيم دفاعي محكم، لم تنفع معه المحاولات الشبابية التي افتقدت للمسة الأخيرة التي تحول الكرات التي وصلت مواقع الهلال الخلفية إلى أهداف.
وسيكون على الهلال أن ينتظر الفائز من مباراة اليوم التي ستجمع الأهلي والاتفاق لمعرفة هوية خصمه في المباراة الختامية للمسابقة.
ولأن المباراة لم تكن تقبل إلا الحسم، فقد تخلى الفريقان مبكراً عن منهجية الحذر، ورميا بثقلهما في الهجوم طلباً لهدف مبكر، وكاد أحمد الفريدي الذي عوّض غياب المحترف الليبي طارق التايب يضع فريقه في المقدمة، بعدما تلقى تمريرة داخل منطقة الجزاء حاول أن يباغت فيها حارس الشباب وليد عبدالله الذي ارتمى يميناً لكنه تمكن من إبعاد الكرة بقبضته اليسرى مفوتاً على الهلاليين فرصة التهديف المبكر.
وأعطت الفرصة المبكرة الهلاليين مزيداً من الثقة، فبسطوا أفضليتهم، واعتمد مدربهم الروماني أولاريو كوزمين طريقة 5/4/1 مكتفياً بالمحترف الكونجولي ليلو مبيلي وحيداً في المقدمة، مع تقدم الفريدي ومحمد الشلهوب لمؤازرته هجومياً حالما يمتلك الهلال الكرة في نصف الملعب الشبابي.
في المقابل ركز الشباب على طريقة 4/4/2، لكنه وقع تحت الضغط الدائم للهلاليين على مستلم الكرة، وتدخل وليد عبدالله بقبضته من جديد لإبعاد كرة ثابتة أرسلها الشلهوب داخل منطقة المرمى.
ولاستثمار أفضليته تحرك الهلال بطريقة المروحة من أقصى الملعب يميناً لأقصاه يساراً بتمريرات كانت ترسم قوساً على المستطيل الأخضر، مبقياً الكرة تحت سيطرته أطول زمن ممكن لزيادة الضغط النفسي على الشبابيين الذين فقدوا إيقاعهم، ولم يكن أمامهم سوى الهروب من الكثافة العددية الهلالية وسط الميدان بالتمريرات الطويلة نحو ناصر الشمراني الذي بقي دائماً تحت ضغط الرقابة اللصيقة.
ومع انتصاف الشوط الأول أرسل الفريدي كرة لئيمة تخطت دفاع الشباب وحارسه لكنها مرت قريباً جداً من القائم الأيسر للمرمى.
وعجز الشبابيون عن إيقاف خطورة الثنائي الشلهوب والفريدي اللذين هربا على الدوام من الرقابة عبر تبادل المراكز يميناً ويساراً، وعبر تبادل الثنائيات التي كادت إحداها تثمر بعدما حاول الفريدي إنهاءها بتسديدة علت العارضة بقليل.
وعند الدقيقة 40 أرسل مدافع الهلال البرازيلي تفاريس كرة ثابتة تدخل مدافع الشباب فيصل العبيلي لإبعادها لكنه حولها برأسه بعيداً عن متناول الحارس وليد عبدالله معلنة التقدم الهلالي.
وانتفض الشبابيون، وصحوا على وقع اهتزاز شباكهم فأرسل محترفهم البرازيلي مارسيلو كماتشو كرة ثابتة حولها محمد الدعيع بقبضتيه بعيداً عن مرماه، وقاد حسن معاذ هجمة من ناحية اليمين ومرر عرضية مرفوعة لم تجد المتابع، وسدد الشمراني أرضية من على مشارف الجزاء عطلها الدعيع الذي تدخل مرة جديدة لقذيفة كماتشو الهائلة قبل دقيقة من نهاية الشوط الأول.
ومبكراً أراد مدرب الشباب تعزيز النجاعة الهجومية لفريقه على أمل اللحاق بالنتيجة، فدفع بناجي مجرشي بديلاً للأرجنتيني مانويل مارتينيز في الدقيقة 54، ونجح البديل في إرباك دفاعات الهلال فاخترق في العمق مستثمراً سرعته الهائلة وأطلق يسارية قوية ارتمى لها الدعيع وأبطل مفعولها.
وتوازنت الكفتان قليلاً فانحصر اللعب وسط الميدان، لكن مدرب الهلال بدأ يعي مبكراً أن إغلاق المنافذ لمرماه هو الحل الأمثل لحسمه المباراة خصوصاً أنه كان متقدماً فأخرج عبدالعزيز الخثران ودفع بمشعل الموري في الوسط، وبدت توجيهاته واضحة بمواصلة الضغط على الشبابيين في ملعبهم لإبقاء خطرهم بعيداً عن مناطقه الخلفية، لكن ذلك لم يمنع الشباب من تركيز ضغطه عبر الأطراف مع الحرص على تمرير الكرات للعمق حيث كان المجرشي يتحرك لكن بسرعة دون تركيز حقيقي.
وحاول مدرب الشباب الأرجنتيني أنزو هيكتور تنشيط وسطه فأخرج يوسف الموينع ودفع ببدر الحقباني، ثم أخرج زيد المولد ودفع بعبدالله الشهيل فتحسن أداء فريقه هجومياً، خصوصاً في ثلث الساعة الأخيرة مما دفع مدرب الهلال للعب أوراقه التكتيكية عناصرياً، فأخرج الفريدي وعزز وسطه الدفاعي بعبداللطيف الغنام ليلعب بثلاثة محاور هم الغنام وعمر الغامدي وخالد عزيز، إضافة لتواجد الموري في الوسط الدفاعي أيضاً.
ولم يركن الهلال للدفاع بشكل كامل، بل كان يتقدم على الدوام خصوصاً خلف الكرات الثابتة التي أطلق الشلهوب إحداها لكن وليد عبدالله كان في الموعد، قبل أن يسدل ستار المباراة بتأهل الهلال وإقصاء الشباب.
المفضلات