ذات ليلة شعرت باني أريد الجلوس مع القلم ، أناجيه وأسامره ، اغوص باعماقه لأعرف سر قوته وجبروته الخفية ، أردت منه أن يدلني على سر علاقته بنا ، ومدى تأثيره علينا فكان لي معه هذا الحوار :
مرحباً أيها القلم بدأت معه ...
قال/ اهلا بك يا محمد تفضل ..
قلت له ( بعد ان شاهدته حزين ) / ما بك يا صديقي ؟؟
قال / الا تعلم فلقد فشلت بالتعامل معكم يا بني البشر !!!
(( جيت اشتكيله لقيته يبكي لي ))
ولماذا فشلت ؟؟.. قلت له .
قال وهو يتحسر / الا تعلم بما يحدث لي بسبب افكاري وقناعاتي ؟؟
قلت / ابدا خذني على قد عقلي يا صديقي
قال / منذ ان عرفة الكتابة وانا أحاول وأحاول وأحاول أن اكون صديقاً للحق وأخاً للحوار وزميلاً للراي الآخر فلم أجد القبول منكم ولا حتى السلامه !!!
قلت / وهل تتهمنا جميعاً بمعاداتك ؟؟
قال / لو كنت بنفس عقليتكم لفعلت ولكني مؤمن بمبدأ وأحمل قضية أقسمت على الحفاظ عليها وعلى مباديء التي خلقت من أجلها لذلك لن اكون ظالماً فاتهمكم جميعاً ، بل سأكون منصفاً لاقول البعض منكم ممن دأب على مصادرة مباديء والطعن بها ومحاولاته لتشويهها !!
قلت / وما هي مبادئك يا صديقي ؟؟
قال / حرية التعبير - الحوار المنطقي والعقلاني المفيد - الطرح الراقي والمفيد - كشف الحقائق بالادلة والبراهين - الصدق وعدم التناقض - السير بخطٍ مستقيم .
قلت / جميل واين المشكلة ؟؟
قال / المشكلة تكمن في عقول من يعتقد بان تلك المباديء ستسبب له الحرج وتكشف زيف ادعائه وتناقض مسيرته ومبادئه ..
قلت / طيب هذه سنة الحياة فمتناقضاتها متوفرة ومعروفة !!
قال / صدقت ولكنها تعيق مسيرتي وتسبب لي فرمله وتوقف لاعيد حساباتي من جديد !!
قلت / كأنك في معركة لن تنتهي !!
قال / لم اكن اعلم بانها فعلاً معركة ، كنت اتوقع بانها مدرسة فكر وعقل ، كنت أظن بأنها ساحة خصبة تثمر كل ما هو مفيد ، أخطأت يا صديقي فلم أعلم انني بمعركة !!!
قلت / ولماذا حسبتها كذلك " معركة " ؟؟
قال / لانهم أرادواها كذلك ونجحوا في تحويلها الى معركة لا تنتهي !!
قلت / أراك لا تتقبل الراي المخالف لك وتناقض ما تقوله ؟؟
قال / وهو يبتسم / الم اقل لك ان المشكلة تكمن في العقول !! يا صديقي لست انا المدعو قلم من
يرفض قبول الآخر ومصادرة الراي ولكنني أكتشفت ان هناك أعداء للقلم لا يريدونه أن يبقى ولن يسمحوا له بالاستمرار ولن يتركوه دون تشويه وتحوير .. ساشرح لك !!
قلت / تفضل !!
قال / عندما اتوجه بانتقاد ما لشخص ما في نقطة ما من وجهة نظري متوقعاً أن يكون رده إما رداً يفند إنتقادي ويبيّن الصورة أو يقر بما أنتقدته ويتقبله برحابة صدر ..
ولكن الامر مختلف تماما لدى البعض يا صديقي !!
قلت / كيف ؟؟
قال / عندما يكون الامر كذلك تجد الدنيا تقوم ولا تقعد ، ويصب عليك جام غضبه ، وتصاب بلعنة الآله
ليصفك بابشع الاوصاف ، ويلصق بك التهم الجزاف ، فيخرجك من بوتقة الحوار الى صومعة الخلاف..
قلت / ولكن الحق حق ان يتبع يا صديقي !!
ضحك وقال / اين الحق يا صديقي والخصم هو القاضي والجلاد ؟؟
قلت / اذن مالعمل ؟؟
قال لي يا محمد سامنح نفسي فرصة أخيرة بعد أن اسمع راي بقية الاقلام لاعرف المزيد المزيد المزيد مما انا فيه من حيرة ..
فهيا بنا يا صديقي لنسمع معنا ما تسطره اقلام هذا المنتدى الغالي !!
تحياتي
المفضلات