سُبَّ الرسول صلى الله عليه و سلم فاستبشروا....
---------------------------------------------------------
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أفضل الخلق ملائكة و لحماً و طيناً ثم أما بعد:
فكان من حكمة الباري سبحانه و تعالى في علاه أن يكون هناك اصطفاء و اختبار من جهة و بلاغ و إنذار من جهة أخرى....
فبينما رحى الإسلام و المسلمين تدور حول نفسها للعجز الذي أصابها في مقتل وهي على شفا جرف من هذا الضعف..يتجرأ أعداء الله و المسلمين للنيل منهم بين الفنية و الأخرى ليستقر بالهم و تطمئن قلوبهم مدة الغيبوبة التي حلت علينا كسحابة سوداء....
لقد كُذّب الرسول صلى الله عليه و سلم مراراً و تكراراً بين عينيه و بعد وفاته و شُتم و ضُرب و غير ذلك مما يستدعى المؤمن الفطن للوقوف طويلاً....وقيل عنه ساحرٌ...مجنونٌ...كاهنٌ....شاعرٌ....مفترٍ....و ما أشبه الليلة بالبارحة!!!
فندما ضُرب و عُذّب هو و أصحابه هاجر حيث الراحة و السكينة فنزل بكة و قبلها الحبشة من دونه ...وعندما اتّهم في عرضه و مع زوجه الودود تريّث و علا شأن الصديقة بنت الصديق فبراءها الله من فوق سبع سماوات...
و عندما كُذّب في دعوته صبر على آذاهم و عاملهم بالحكمة (قل ان كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين) ...
فبُهت الذي كفر كالنمورد مع إبراهيم عليه السلام (إن الله يأتي بالشمس من المشرق فأتي بها من المغرب ...)
و سجود السحرة لمعجزة موسى عليه السلام (فألقى عصاه فإذا هي تلقف ما يإفكون...فألقى السحرة ساجدين...)
و هذا ديدن الرسل و أتابعهم (لو كان فظاً غليظ القلب لانفضوا من حوله) و هذا ما يتطلبه الشارع منا...الحكمة...الصبر...و الدعوة....
فلم يعبأ نبي الله تعالى عيسى بعد شجّ وجهه الكريم بقوله( اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون) و من لبث مقام نوح ألف سنة إلا خمسين عاما فليقل قولته (رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا) و هذا بعد ( قال رب إني دعوت قومي ليلاً و نهاراً)(.....)( ثم إني دعوتهم جهاراً)(ثم إني أعلنتٌ لهم و أسررتٌ اسراراً) و الخير كله في اتّباع خاتم الرسل و الرسالات ( عسى الله أن يخرج من أصلابهم من يوحد الله...)
فكفرهم لا يضر الله تعالى شيئا (إن تكفروا أنتم و من في الارض جميعا فإن الله لغني حميد)( فمن كفر كفر لنفسه)
و نصر الله تعالى وعده المأتيّ ( إنا لننصر رسلنا و الذي آمنوا...) ثم هنا سؤال يطرح نفسه هل نحن مثل تلك الطائفة الذي آمنوا؟؟؟؟
(إن تنصروا الله ينصركم و يثبّت اقدامكم) فهل قمنا بنصر دين الله تعالى وفق ما جاء به خليل الرحمن محمد صلى الله عليه و سلم ليُتمّ لنا النصر من عنده!!!
أم هي سبل ما أنزل الله بها من سلطان سلكناها و جعلناها الفيصل في نصرة النبي صلى الله عليه و سلم على قاعدة (من كان معنا فهو معنا و إلا فضدنا)
فقال صلى الله عليه و سلم كما في الصحيح (.............نصرت بالرعب مسيرة شهر....) فهل بحثنا عن أسباب ذاك النصر؟؟؟؟ فوجهنا يقابل وجه عدونا و يستفزنا مرة تلو المرة و بتنا نخافه من دون الله تعالى لا مسيرة شهر بل شهور.....
فعندما عجز مشركو قريش عن حماية بيت الله الكعبة فكان (للبيت رب يحميه) و كذلك (لمحمد صلى الله عليه و سلم رب يحميه) فقد دوّن كتّاب التاريخ حادثة في زمن نور الدين الزنكي عندما عمد بعض اليهود لسرقة جسد النبي صلى الله عليه و سلم و باتوا قاب قوس أو أدنى منه صلى الله عليه و سلم فكانت رؤيا الزنكي لخير دليل على نصرة النبي صلى الله عليه و سلم.....
فقال تعالى (و أعدوا لهم ما أستطعتم من قوة...) و الإعداد هنا بشقيه المادي و المعنوي فعَجَزْنا عن الأول و تَكَاسَلْنا عن الاخر ....و سنة الله تعالى تتحقق في الاخر و قليل من الاول....فلا بدّ من الايمان و بعض السلاح و عندها النصر يأتي من السماء.....
و ما الثمرة المرجوة من المظاهرات و الاعتصامات غير السير على سنن من كان قبلنا!!!أم هي الأخرى تحظى بأعلى مقامات إرهاب اعداء الله تعالى!!!و لا أدناها.....تظاهرنا و اعتصمنا...فزاد الطين بلّة....و انتقلت عدوى نشر الرسوم إلى الدول المجاورة و منها دول عربية و الله المستعان و عليه التكلان.
تظاهر لبنانيو لبنان للازمة نفسها فأحرقوا البيوت و حطّموا وسائل النقل..و عبثوا في ممتلكات الغير...و أضرموا النيران في كنائس عبّاد الصليب....و كل هذا تحت شعار برّاق(نصرة النبي صلى الله عليه و سلم)
و ما أبعدنا عن أهداف تلك النصرة...أهكذا ننصر النبي صلى الله عليه و سلم و ننصر اقواله و نقرر افعاله؟؟!!
فسُبَّ النبي صلى الله عليه و سلم مراراً على خلفية ما حدث و ما هكذا تورد يا سعد الإبل!!!
فلو نظرنا من وجه آخر لكنا على خير عظيم....هلا أعملنا جانب نشر الخير و دعوة الآخرين اليه....هلا بيّنا حقيقة ذاك الرسول المساء اليه؟؟؟هل و هل؟؟؟؟
لم يفعل ذلك الإ القلة منا و هم طلبة العلم حيث لا يتحركون الإ وفق الشرع و على منظور الكتاب فلا تعمل العواطف عملها معهم... بيد الجانب الآخر من المسلمين من الذي جانبوا العلم و أهله تأخذهم العواطف كالعواصف فلا يدرون أين وجهتم و مكان استقرارهم فهم مسيّرون مع تلك العاصفة و حيث ترقد يرقدون!!!
فلو امتثلنا بما هو منطوق و مفهوم لكفى الله عنا القتال و السجال و لاعاد إلينا الرهبة و المكانة....فكان رعيلنا الأوائل يستبشرون بنصر الله تعالى لهم عندما يُسَب رسولهم صلى الله عليه و سلم فقد قدموا ما بوسعهم و على الله تعالى إكمال النصر....فلنستبشر بنصر الله تعالى عندما نخطو على خطاهم بلّغنا الله إياها....اللهم آمين...
يقول شيخ الإسلام : ( إن كنا لنتباشر بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيه صلى الله عليه وسلم ) الصارم المسلول ص123
فأقول:و كم كانت رسالتي هذه تفتقر إلى مثل أقوال شيخ الإسلام و غيره للسبب المذكور آنفا...العجالة...و المفاوز بيني و بين مكتبتي فأنا أكتب ما تعلق في ذهني لا غير...
فليضاف قول شيخ الاسلام إلى الرسالة و أزيد هنا فأقول:
إن الرعب الذي اختص به النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه عن بعد...يتفاوت بعداً و قربا بقدر اقترابنا من الرعيل الاول عملا و قولا و اعتقادا...فهو اقصاه شهر و ادناه ليس من مسمياته....
ثم أزيد أيضا....يقول تعالى في سورة التوبة....(و لئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض و نلعب قل أبالله و ءايته و رسوله كنتم تستهزءون)(لا تعتذروا قد كفرتم .....)
فلعل يظن ظانهم إنهم باعتذارهم يبرءون من فعلتهم و يرجعون كيوم ولدتهم أمهاتهم فهيهات لهم هيات ما لم يتوبوا بإسلامهم....
و إننا لننظر إلى ما هو أعلى من الإعتذار حيث النفع.... فلا فائدة في اعتذارهم غير تكرار فعلهم ثم يعتذرون فالمخرج معروف سلفا....
و لم يسجل لنا تاريخنا العظيم فيما أعلم من بدئه الى يومنا هذا الحث على طلب الإعتذار من شاتم النبي صلى الله عليه و سلم ...أما الحد و أما التوبة لا ثالث لهما و لا يمطّ الاعتذار إلى التوبة بصلاة فلنكن على هدى و علم يا رعاكم الله.....
إخواني...أخواتي...فالموضوع متشعّب و ذو شجون و تكفي اللبيب إشارة الآخرين...فكتبت هذا على عجالة من أمري...فإن كان صواباً فهو من الله تعالى وحده و إن كان الآخر فهو مني و من الشيطان و الله و رسوله منه براء...
المفضلات