بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان الا على الظالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد
اخوتي في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
قد تستغربون العنوان ومن يطلع عليه يقول كيف لا نعرف نصلي كلنا ابناء مسلمين ونعرف الصلاة .
ولكن قد يجهل كيفية الصلاة الصحيحة كثير من ابناء المسلمين وفي هذه العجالة سوف اتطرق بأختصار الى كيفية الصلاة الصحيحة .
فأقول وبالله التوفيق .
بعد ان يتطهر المسلم الطهور الكامل للصلاة . يستقبل القبلة ثم يكبر تكبيرة الإحرام قائلا ً (الله اكبر) ويرفع يديه حذو منكبيه او الى فروع اذنيه وكل ذلك جائز ثم يضع
يده اليمنى على اليسرى ويضعهما على صدره وتكبيرة الإحرام ركن من اركان الصلاة ثم بعدها يقول دعاء الإستفتاح وهو سنة وليس بركن ولاواجب وله صيغتان
مشهورتان :
الأولى وروايتها هي الصحيحة ( اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم
اغسلني بالماء والثلج والبرد )
الثانيه وهي المشهوة على الألسن ( سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك )
والسنة اذا وردت بأكثر من طريقة الأفضل ان يقول هذه مرة وهذه مرة
ثم بعد ذلك يتعوذ ويبسمل وكل هذا سنة
ثم يقرأ الفاتحة وهي ركن من اركان الصلاة ثم يقرأ ما تيسر له من القرآن وقراءة السورة بعد الفاتحة سنة .
ثم يركع قائلا ً ( الله اكبر ) ويرفع يديه مع التكبير مثل مافعل في تكبيرة الإحرام . ولا يطيل بقوله (اكبر) حتى كأنه يقول( اكبار) لأنه يختلف المعنى . ومعنى( اكبار )
الطبول .
وفي ركوعه يضع كفيه على ركبتيه مفرقتي الأصابع ويكون ظهره مستو ٍ حتى لو وضعت الماء على ظهره لما انسكب وهذا هو فعل النبي صلى الله عليه وسلم كما
روته عنه عائشة رضي الله عنها . الا ان يكون لا يستطيع ان يركع كما ذكرنا فيركع على حسب استطاعته وكما قال الله تعالى ( لا يكلف الله نفسا ً الا وسعها ) وكما قال
الرسول صلى الله عليه وسلم فيما معنى الحديث ( اذا امرتكم بأمر ٍ فأتوا منه ما أستطعتم ).
ويقول اثناء الركوع ( سبحان ربي العظيم ) ثلاثا ً وذلك ادنى الكمال والا اذا اراد الكمال زاد بقوله ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفرلي ) ويقول ( سبوح قدوس رب
الملائكة والروح ) وغيرهما من الأدعيه التي وردت في السنة . ويجعل بصره الى موضع سجوده ورأسه مستقيما ً مع ظهره .
ثم يرفع من الركوع قائلا ً ( سمع الله لمن حمده . ربنا ولك الحمد حمدا ً كثيرا ً طيبا ً مباركا ً فيه ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء
بعد . أهل الثناء والمجد وخير ماقال العبد وكلنا لك عبد ) وهذا للإمام والمنفرد
أمّا المأموم فلا يقول سمع الله لمن حمده بل يكتفي بما بعدها من الدعاء .
هناك خطأ يحدث في هذا الوضع وهو قول بعضهم ربنا ولك الحمد و( الشكر ) فكلمة الشكر لم ترد في السنة فإذن قولها بدعة فلينتبه المصلي لهذا.
ثم بعد ذلك يسجد قائلا ً ( الله اكبر ) ويرفع يديه مع التكبير مثل مافعل في تكبيرة الإحرام.
فإذا سجد جافى بين فخذيه وبطنه وجعل ظهره مقوسا ً ويسجد ويضم قدميه لبعض كما ورد في حديث عائشة رضي الله عنها عندما ذكرت انها وقعت على قدمي النبي
صلى الله عليه وسلم وهو ساجد فوضعت كفها على قدمي النبي عليه الصلاة والسلام فوجدته ضامهما .
ويسجد على اعضائه السبعة كما وضحها النبي صلى الله عليه وسلم وهي ( والجبهة والأنف , الكفان , الركبتان , القدمان ) ويضع كفيه على الأرض مضمومتي
الأصابع متجه ٍ بهما الى القبلة حذو منكبه او اذنيه ويقول ( سبحان ربي الأعلى ) ثلاثا ً وذلك ادني الكمال واذا اراد الكمال زاد بقوله ( سبحانك اللهم ربنا وبحمد اللهم
اغفرلي ) وكذلك قوله ( يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ) وقوله ( يامصرّف القلوب اصرف قلبي الى طاعتك وطاعة رسولك ) الى غيره من الأدعية لأن هذا موضع
دعاء وهو اقرب ما يكون العبد الى ربه كما اخبر بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم . وقال الإمام احمد يدعو بخيري الدنيا والأخرة. ولا يقرأ الآيات القرآنية في الركوع
والسجود لأن هذا لم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته .
ثم يرفع من السجدة الأولى قائلا ً ( الله اكبر ) ويجلس بين السجدتين ويقول ( اللهم اغفرلي ولوالديّ وارحمني وارزقني واجبرني وارفعني وعافني واعفو عني انك انت السميع العليم)
ثم يسجد السجدة الثانية قائلا ً ( الله اكبر ) ويفعل مثل ما فعل في السجدة الأولى .
ثم يقوم للركعة الثانية قائلا ً الله اكبر ويفعل في الركعة الثانية مثل مافعل في الركعة الأولي الا انها تكون اقصر من الركعة الأولى .
ثم يجلس للتشهد الأول وله عدة روايات الا ان اكملها واوفاها رواية ابن مسعود وهي قول المصلي ( التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك ايها النبي ورحمة الله
وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمد عبده ورسوله )
وطريقة الجلوس للتشهد الأول هي ان يفترش رجله اليسرى وينصب رجله اليمنى ويضع يديه على فخيه ويبسط اصابع يده اليسرى ويضم اصابع يده اليمنى ( الخنصر
والبنصر ) ويحلق بين الإبهام والوسطى ويرفع السبابة مع كل دعاء وخاصة عند كلمة التوحيد ( لا اله الا الله ) ويجعل نظره اليها .
ثم يرفع للركعة الثالثة قائلا ً ( الله اكبر ) ويرفع يديه مع التكبير مثل ما فعل مع تكبيرة الإحرام .
فيكون عندنا رفع اليدين مع التكبير في اربع مواضع فقط ( عند تكبيرة الإحرام وعند الركوع وعند الرفع من الركوع وعند القيام من التشهد الأول ) وهذا هو الراجح
من اقوال المحققين من اهل العلم .
ويفعل في الركعة الثالثة والرابعة مثل ما فعل في الأولى والثانية الاّ أنه لا يقراء بعد الفاتحة شيء من القرآن.
ثم بعد الرابعة يجلس للتشهد الأخير وهو التحيات كما اسلفنا في التشهد الأول ويزيد عليها الصلاة الإبراهيمية وهي ( اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت
على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد ٌ مجيد وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد ٌ مجيد ) ويقول بعدها ( اللهم اني
اعوذبك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال ) وهذه هي وصية المصطفى صلى الله عليه وسلم قال اذا تشهد احدكم
فليستعيذ بالله من اربع ثم ذكرها ويقول كذلك ( ربي اني ظلمت نفسي ظلما ً كثيرا ً ولا يغفر الذنوب الا انت فأغفرلي مغفرة ً من عندك وارحمني انك انت الغفور الرحيم )
وهذا الدعاء الذي علمه الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي بكر عندما سأله عن دعاء يدعو به في صلاته ويقول كذلك ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا
عذاب النار ) ثم يسلم .
وطريقة الجلسة للتشهد الأخير ان يتورك ويجعل قدم الرجل اليسرى تحت ساقه الأيمن وينصب الرجل اليمني .
هذا اذا كانت الصلاة رباعية او ثلاثية اما اذا كانت ثناثية وهي صلاة الفجر فتكون بتشهد واحد فقط وهو التشهد الأخير بدون تورك وهذا هو الراجح من فعل النبي كما رواه ابي حميد الساعدي.
هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
كتبت هذا وانا اعلم انكم تعرفون كل ماكتبت ولكن قد يأتي الى هذا المنتدى العامر بأعضائه من يجهل الكثير عن الصلاة فيستفد مما كتبت . فإن اصبت فمن الله وإن
اخطأت فمن نفسي والشيطان .
لا تنسونا من صالح دعاءكم
اخوكم في الله / المطني
المفضلات