وقف امام نافذة مكتبي في العمل ...
مندوب لاحدى الشركات الغذائية
مصري الجنسية ..
بدت عليه علامات الحزن والقنوط ...
وجه شاحب ..
عينان غائرتان ...
تبحثان عن اي حجة لاراقة الدموع ...
قلت له تفضل ..
ماذا تريد ..
فقال لي بصوت حزين ...
وبلهجته المصرية ..
ليا معاملة ياشيخ ..
قلت له ابشر ..
لم اشأ أن أساله عن سبب ذلكم الحزن ...
قلت في نفسي ...
دعني انهي معاملته اولا ومن ثم اساله ..
وبعد اقل من 10 دقايق ...
ناديت باسم الشركة فجاء ذلك المندوب الى النافذة ..
مددت له الاوراق فلما مد يده لا خذها ...
قبضت يدي وارجعتها ..
فرفع راسه متعجبا ..
فقلت له :
شفيك يا حجي ..
ليش حزين ... ؟!
فرد علي بلهجته المصرية ..
قرفان ياشيخ ...!!
فقلت له ...:
لماذا ؟!
الدنيا جميلة اذا اردنا لها ان تكون جميلة ..
في الحياة امور كثيرة تدعونا الى الفرح والسعادة ...
اولها ... هذه الصحة التي تنعم بها وقد حرم الله منها كثيرين ..
ثم سالته ...:
هل تعرف مستشفى حسين مكي للسرطان ؟؟
قال نعم ...
قلت انشدك بالله ان تذهب له كزيارة في عصر اليوم
لترى بام عينك ... كيف ان في خير ونعمة ..
لترى اناس يتمنون ان يكونوا بمثل ما انت عليه ..
ويعطونك كل ما يملكون ...
ارتسمت على وجنتيه ابتسامة خفيفة ..
وقال لي ..
مشكور ياشيخ ..
ثم اخذ اوراقه وذهب ... بوجه غير الذي جاء به ...
قد اكون وفقت والتوفيق من الله ..
ان اخفف عن ذلك المسكين بكلمات بسيطة ...
كم حولنا من اناس بدوا يائسين قانطين ..
يحتاجون الى مثل هذه الكلمات التي تخفف عنهم ..
قد اكون خففت عن احدهم ..
انت ايضا اخي القارئ ..
بالتأكيد تستطيع ان تخفف عن احدهم...
كتبه
منصور الغايب
22/2/2008
المفضلات