[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]




يَرمي بِنَا الاطمِئنَانُ الزَائِفُ لأنْمَاطِ الحِوارِ الشَائِعِ إِلىَ ثَقَافَاتٍ أقرَبُ ما تَكونْ إلى الاستِهلاكِ

استِهلاكٌ سَريعُ العَطبِ شَديدَ الانفِجَارِ لدَى ملامَسَةِ قُطبَينِ أحدُهمَا سالبٌ و الآخَرُ موجبٌ .

ف تِلكَ الأزَمَاتِ النَاشِئَةِ في حوارِنا الَذي لم يُغَادِرْ

مُرَبَعَ التَحديدِ المُسبَقِ البِناءِ المَدرسيَ الانتِمَاءْ

تَعصِف كريحٍ صرصرٍ في الأدمِغَةِ التي تَبحَثُ عنْ مسقَطٍ ل ضوءٍ أبيضَ وسَطَ ألوانِ الموشورِ

الخلاسيةِ الرُؤيَة المُتلاعِبَةِ ب الأبصَارِ.

إنَ اتِبَاعً النَقْدِ الأيَديولوجي لِ الشَكلِ و المَضْمونِ يُساعِدُ على نشوءِ حواراتٍ بَنّاءَة و خلقِ رؤىَ

متوازِنَةٍ و مَرافِئَ آمَانٍ لتيهِ الفِكرَة و شَتاتِ العَقلِ.

لكِنَ يُسبِغُ النَقدُ الكَلاسِيكْيَ أغلَبَ حُروفِنا و يتَغلغَلُ بيَنَ طيَاتِ كلِمَاتِنا و يبقَى الحِوارُ شارِدَ الجِهَاتِ

مِمَا يُسفِرُ عنْ عطَبٍ حَقيقي في جَسَدِ الحِوارِ و النقدِ ،عَطبٌ قَدْ وَصَلَ لذروَتهِ ذاكَ جَعَل من عمليَةِ

أدلجَةِ الفكرِ عمليةٌ مُستَحِيلَةَ البِنَاءِ وَ التَحرْيرِ .

ف سَاحَاتُ الحِوارِ أضحَتْ أقرَبَ للابتِذالِ وَ طوفَانِ الحِوارِ الرَدِيء بَدأَ يَجرِفُ في دَربِهِ كُلَ مُحَاوَلةٍ هَادِفَةٍ

لتَصحِيحِ رُؤيَةٍ وَ بِنَاءِ قَاعِدةٍ لِفِكرٍ سَليمٍ مُعَافَىَ ، فَ يأتْيَ أصحَابُ النَقدِ الكَلاسِيكْي بِ مِبضَعٍ لِخَدشِ

وَ تَجريحِ الحَواسِ جَميعُهَا فَ يَعمَلَ عَلىَ تَخْريبِ أَقانْيمِ الفِكرِ وَ يُلجِمُ الانْدِفَاعَ في دَربِ التَنويِرِ

ل تَغَدو أخْيِراً دُروبُ الحِوارِ وَ النَقْدِ عَمْشَاءَ البَصَرِ .

لِذَِلكَ انعَدَمَتِ سَاحَاتُ الحِوارِ ذاتَ الرؤيَةِ و الخُصوصيَةَ وَ تَلاشَىَ فِيمَا تَلاشَىَ النَقدَ الايِديُولُوجْي

لِ الشَكلِ وَ المَضمُونِ فَأضْحَىَ النِتَاجَ ذْو مَذَاقٍ مُتَوَحِدٍ يَقولُ وَلا يَقولْ و بِ التَالْي يَغرِفُ مِن إِنَاءٍ واحِدٍ

يَعتَريِهِ هَشَاشَةٌ وَ رَتَابَةٌ وَ فَراغٌ ثَقَافِي وَ فِكْرِي .

و أخْيرَاً لا يَزالُ مِنَا مَنْ يُطَالِبُ بِطاوِلَةِ حِوارٍ و بِ أسْلُوبٍ عِلمْي نَقدْي لَعَلَ ذَلِكَ يُسهِمُ مِنْ جَديِدٍ

في فَكِ أغلالِ الأبْوابِ المُغَلّقَةِ .




[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]