كنا في مجلس مجتمعين وقام أحد الأخوان الحاضرين بانتقاد بعض مواقف النواب الملتحين " الاسلاميين " في قضية طرح الثقة بوزيرة التربية والتعليم ، فغضب أحد الاخوة الحضور من الملتحين
وثار على زميله في المجلس ، وطالبه بإحسان النية في أخوانه الملتزمين وعدم التعرض لهم أو الاساءة لهم من باب ما اوصانا نبينا صلى الله عليه وسلم .

وأخذ يسطر لنا الاحاديث والآيات حتى ان زميلنا أعتذر منه وقال يا أخي لم أقصد الاساءة لهم ولكني انتقدت مواقفهم المتناقضة خاصة ان الامر كان شرعي وثقتنا بهم كانت كبيرة ولكنهم خذلونا في موقفهم من طرح الثقة .

قبل يومين تقريباً إلتقينا مرة أخرى وأذا بصاحبنا الملتحي يصب جام غضبه على أحد المشايخ وأخذ ينتقده ويسيء له بطريقة أبشع من طريقة صاحبنا الاول والذي غضب عليه في الجلسة الاولى .

صاحبنا هذا ثارت حفيظته على هذا الشيخ لانه لم يتعرض في خطبته ليوم الجمعة عن أحداث غزة
ولم يذكرها !!!

سألته وهل يستحق هذا الشيخ كل هذا الغضب والاساءة له لانه فقط لم يذكر في خطبته تلك الأحداث ؟؟
فقال اليسوا بمسلمين ومن واجبه كأمام وواجبنا كمسلمين أن ندافع عن أخواننا في فلسطين !!

قلت له وما أدراك بان هذا الشيخ لم يدافع عنهم في مكان آخر ؟ كما اليس من واجبنا إحسان الظن في مشايخنا خاصة وان اللي ذكرته إمام مسجد فلا مصلحة له في عدم ذكرهم !!

فقال ولكن من الشرع ان يذكر المسلمين بما يتعرضون له !!!

قلت يا أخي انت غضبت عندما انتقد فلان موقف الساسة الاسلاميين من طرح الثقة في وزيرة التربية وهو أمر شرعي قاموا بمخالفته وطلبت منه أحسان النية ، فلماذا لا تحسن النية في امام المسجد ؟ ألم يدعي للمسلمين والمجاهدين في كل مكان ؟ الم يدعوا على اليهود والمحتلين لبلاد المسلمين ؟؟

فقال نعم ولكن أهل غزة وخاصة حركة حماس الاسلامية لهم حق وواجب علينا كمسلمين !!!

فلم يقتنع ولم يصمت في انتقاد الشيخ امام المسجد !!!

فعجبت من تناقضه ذلك خاصة وانه غضب في الموقف الاول لنصرة الملتحين وناقضه في الثاني بهجومه على احدهم .

وعجبت كيف يجيز لنفسه أن يسيء الظن بهم ويطالب الآخرين بإحسان الظن !!!

لا أعرف لماذا هذا التناقض ؟؟ ولماذا يضعون الخطوط الحمراء لغيرهم ويصادرون آرائهم وفي نفس الوقت يتجاوزون تلك الخطوط ولا يقبلون النقاش فيه !!

أمر محيّر ولكنه واقع مع الأسف !!!!