هم يحسدوني على موتي فوا أسفي**حتى على الموت لا أخلو من الحسد
حتى الموت بهيبته وخيفته وإذهاله للعقول وتجييشه للمشاعر لم يمنع الحاسد من التفكر بحال محسوده وكيف نال الموت بهذه الطريقة وليست تلك الطريقة
ولكن لما لا نعذر الحاسد على فعله ذلك: ففعلاً الموت هو الموت ولكن أسبابه وحالات الميت فيه تعطي دلالات مختلفة !
فموت الشهيد في سبيل الله ليس كموت العربيد وهو في حال سكره وعربدته!
وموت مردد الشهادة ليس كموت مردد الأغنيه في سكرات الموت!
وموت يتناقله القاصي والداني وترتج الدنيا له ليس كموت من يموت ذكره وتنمسح صورته قبل أن تنتزع عنه الأجهزة الطبية ليؤكد موته!
وبعد لما لا نتجاوز مرحلة اعذار الحاسد الى مرحلة أعلى منها
ألا وهي شكر الحاسد
فهو ناشر لفضائل المحسود ونعم الله عليه
واذا أراد الله نشر فضيلةٍ**طويت أتاح لها لسان حسود
فالحاسد عندما يذم الشهيد فهو يذكرنا بإستشهاده!
وعندما يشكك بصدق مردد الشهادة عند الموت فهو يذكرنا بفضل الله على ذلك الميت بهدايته لقول لا اله الا الله التي حرم منها الكثيرين!
وعندما يعلن عن كرهه لذلك الميت دون احترام للموت ولا تقديراً لكلمة التوحيد التي ختم للميت بها فهذا تذكير لنا بنعمة الله علينا أن كنا ممن قدروا تلك الشهادة وترحموا على ناطقها!
فرحم الله أموات لمسلمين
وشكراً لك أيها الحاسد
تحياتي
المفضلات