في الموضوع السابق تطرقنا على نتائج الغزو العراقي لدولة الكويت وذكرنا تأثيره على العراق والكويت ودول الخليج والعالم العربي ، الذي أنقسم على نفسه وتكرست خلافاته بسبب الغزو .
أما اليوم فنتذكر نتائج ذلك الغزو على القضية الفلسطينية :

أنطلقت الانتفاضةعام 1987م واستمرت حوالي ثلاث سنوات، ظهرت خلالها بطولات فردية، لكن في المقابل كانت القوات الإسرائيلية ترد بعنف، وابتكرت سياسة تهشيم العظام لتسبب إعاقة دائمة للشباب الفلسطينيين المشاركين في الانتفاضة. وتحمست الشعوب العربية لما يحدث في الأراضي المحتلة، وتعاطفت الشعوب الغربية معهم ، وسلط الاعلام العربي والغربي كل ما يدور بالاراضي المحتله وما يفعله الصهاينة بالشعب الفلسطيني الاعزل ، وتحسن الموقف الفلسطيني
نتيجة تلك الانتفاضة وما صاحبها من ضغوط عربية ودولية على اسرائيل .

ولكن كانت المفاجأة التي لم يتوقعها أحد والتي تعدى تأثيرها السلبي القضية الفلسطينية ليمتد إلى النظام العربي بأكمله، وهي غزو العراق للكويت وما أعقبه من سحب الاضواء من الساحة الفلسطينية وانتفاضتها ليتسلط الضوء على منطقة الخليج وتصبح المنطقة من اولوياتها العربية والدولية موضع اهتام بعيداً عن انتفاضة فلسطين .

كما أثر عليها وقوف ياسر عرفات مع الغزو العراقي وتأييده لصدام الامر الذي افقد الانتفاضه اكبر مواردها التي كانت دول الخليج تضخها لها .

بعد خطف الاضواء من الساحة الفلسطينية انفردت السلطة اليهودية بكامل عدتها العسكرية وبعيداً عن الاضواء لتخمد تلك الانتفاضة البطلة وتقضي عليها .

بعد انتهاء حرب الخليج دخلت المنطقة العربية في طور جديد رسمته الولايات المتحدة الأميركية فيما أطلق عليه بالنظام العالمي الجديد، فعقد مؤتمر مدريد للسلام، شاركت بعده منظمة التحرير الفلسطينية في مفاوضات سرية مع إسرائيل تمخضت عن التوصل إلى اتفاق أوسلو 1994 وبروز السلطة الوطنية الفلسطينية على مسرح الأحداث.

ولعل المتابع لتلك الاحداث يتذكر جيداً ما ماكانت قد تحققه تلك الانتفاضة الشعبية لو لا ذلك الغزو الذي سحب منها البساط وترك لليهود حرية الاستفراد لاخمادها .

تحياتي