وقفت أمام المرآة ....
في صباح أحد الأيام ...
مرددا قول المصطفى صلى الله عليه وسلم :
(اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي )
مقرا بعدم جمالي مقتنعا بأن كل ما خلق الله حسن
وفجأة ...
وقعت عيناي على مالم أحبذ أن أراه ...
يا إلهي ما هذا الشئ الذي يلمع ...
إنها شعرة بيضاء ...
وهذه أخرى ...
وتلك ثالثة ...
ما هذا ...
ثلاثة شيبات ... وأنا في ريعان الشباب ...
إنه الشيب ...
أحسست بالاحباط وبدأت قواي تخور ..
ثم استجمعت قواي وقررت أن أضحك على نفسي قليلا ...
من باب التشجيع لا اكثر ...
فقلت انه ليس شيبا إنه وقار ...
مستذكرا قول شيخ الاسلام ابن القيم رحمه الله ... أن أول من رأى الشيب ابراهيم كما جاء في الحديث فسأل ربه عز وجل : رب ما هذا ؟ قال : وقار ... فقال اللهم زدني وقارا )
فأردت أن أقول اللهم زدني وقارا ... فخشيت أن تقبل دعوتي ...
ثم فكرت في حيلة أخرى اقنع نفسي بها انني لم أشب بعد ..
فقلت في نفسي انه غير واضح وسأدسه تحت هذا السواد الكثيف ...
فتذكرت تشبيه النبي صلى الله عليه وسلم لهذه الامة بين الأمم ...
بالشعرة البيضاء في جلد الثور الاسود ...
ففهمت من التشبيه ان البياض سيبدو لا محالة ...
عندها يئست ... وعلمت انه لا محالة ...
فذلك هو النذير ...
قال تعالى : ( أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ)
فقررت أن ألبس شماغي وعقالي كالعادة ...
وأنسى الأمر ....
فغطيته بشماغي الأحمر ...
وأنا أبتسم وأقول :
[poem=font=",6,chocolate,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
الشيب جاني وأنا جيته = ونفسي من الشيب مستحية
لو هو على الراس غطيته = مير البلا صار باللحية[/poem]
اللهم لك الحمد أنه لم يكن في اللحية ...
فعندها لا حيلة ...
كتبه
منصور الغايب
11/1/2008
المفضلات