في احدى ليالي الشتاء القارص كما هو اليوم كنت في دفءٍ جميل تسبب به ذلك الحاف الثري بالصوف والقطن الذي كان بمثابة الدرع الواقي لي من سهام البرد القارص .

في تلك الليلة حلمت بانني أصبحت زعيماً وتوحدت على يدي ال22 دولة عربية ( ابو سلطان بوجهك ترى حلم ) فجلست افكر كيف انتزع تلك الدويلة التي زرعت في قلب الوطن الا وهي الدولة العبرية ، فجمعت من حولي القياديين المخضرمين من أتباعي ، وسألتهم :
بعد ان اتم الله علينا بنعمة الوحدة لم يبقى لنا سوى ان ننتشل هذا المرض القابع بمنتصف بلادنا

فسالني احدهم ، اي مرض يا سيدي ؟؟
قلت لهم كيف نكون بلداً واحدة من الخليج الى المحيط وهناك دويلةٌ تسمى اسرائيل وجميعكم يعرف كيف زرعت هذه الدولة !!!

صدقت يا سيدي قال أحدهم ولكن ما نفعل لو علمت امريكا وحلفائها بنيتك هذه

وما دخل امريكا يا هذا بتحرير ارضنا " قلت له وانا غاضب "

فرد بصوتٍ خافت أقصد يا سيدي هل تعتقد ان امريكا لن تتدخل ؟؟؟

فطلبت من البقية الرد على هذا السؤال فقال أحدهم :
حتماً ستتدخل وتقف بحانب اسرائيل وقال الثاني من المؤكد ذلك وقال الثالث لن تتركنا امريكا نحرر ارضنا وقال الرابع ستحاصرنا وتضربنا ، والخامس ستوجه البوارج والطائرات علينا وهكذا جميعهم كانوا وكأنهم متفقين على تلك الاجابات حتى انني اصبت بخيبة امل في امنيتي .

قلت لهم لماذا امريكا ستفعل كل ذلك لاسرائيل ، خاصةً اننا اهم من اسرائيل بالنسبة لها بعد ان توحدنا واصبح اقتصادنا وثرواتنا وطاقاتنا واحدة ويمكن لها ان تقيم معنا علاقاتٍ استراتيجية افضل من
علاقتها باسرائيل ، أظن اننا لو طرحنا ذلك عليها ستتفاعل معنا بعقلانية خاصة انها دولة تراعي مصالحها الوطنية .

واذا رفضت فانها الحرب يا رجال

وانفض المجلس من حولي وما هي الى سويعات الا واسمع دوي المدافع والمدرعات في قصري وما ان نظرت من نافذة مكتبي الا وعلمت بان قادتي قادوا انقلااباً دموياً ضدي ، فالقوا القبض علي وسحلوني في شوارع 22 دولة التي وحدتها وفي كل شارع اسمع واشاهد الجماهير تغرد باسم الانقلاب والثورة حتى آخر نفسٌ لي وقبل ان ينقطع سمعت صوتاً يناديني :

محمد محمد قوم صل وتريّق فعرفت انني كنت أحلم .

تحياتي