هل نحن فقط الأمة الوحيدة المتفردة بسماع أخبارها ، أم هناك أمم آخرين ،
هل نحن فقط الأمة الوحيدة التي تصغي لنشراتها الإخبارية بكل سكون أم هناك أمم آخرين.
و هل نحن الأمة الوحيدة بطلة أول خبر في كل نشرة اخبارية أم أن هناك أخرين .
وهل نحن فقط المتهمين على مدى الأحداث بالارهاب و بمسلسلات الاعتقالات و بالاعتصامات
و المظاهرات أم أن هناك غيرنا كثير ولا ندري .
عندما تحتل أخبارنا الخبر الأول و العاجل في كافة النشرات على اختلاف وسائلها يخضع العقل
لمنظومة التساؤول تلك ، و بالتالي قد يكون هناك أجوبة و لكن غمائم الخبر الأول و سحبه القاتمة
سرعان ماتسيطر على الذات فتحجب الرؤيا بضبابية كافية لعدم ايجاد الجواب .
من البديهي لكل أمة من الأمم لديها الخبر الأول و الثاني و العاجل و لكن تختلف النوعية باختلاف
الموقع الجغرافي لتلك الأمة .
فعلى سبيل المثال لا الحصر الخبر الأول في الفضائيات الأمريكية هو الأفلام الهوليودية و في
الفضائيات الفرنسية الموضة و العطور و في الفضائيات البرازيلية كرة القدم و القهوة و في فضائية
ايطاليا خبرهم الأول أحوال البيتزا ... الخ .
أم خبرنا الأول فـ مختص بـ الساساة و مهرجانات الاستقبال و التوديع و عقد القمم في عواصم
مشرذمة تأهلها شعوب كئيبة مقهورة من طغيان القوانين و الأنظمة تحلم فقط بـ فضاءات للحرية
في مهب الفوضى و المحسوبية و الوحشة الأدمية التي تغلغلت في المفاصل و الأوصال .
خبرنا الأول دائماً ما يهتم بالعمليات الانتحارية تزف على مسامع شعوب تشعر أنها النغمة الشاذة
بين شعوب الأرض و أنها تشكل حالة تطرف وفوضى فكر و فوضى حياة و حضارة .
خبرنا الأول و الثاني و الأخير حول بروتوكولات زعماء ذهبوا مع رياح الأيام الغابرة و المستعصمون
حالياً فوق كراسي تأبى أن تغادرهم أي الكراسي .
خبرنا غير المعلن للأسف و المأسوف عليه في ظلال تغييب واقعي تهميشي .. هو :
حال الشعب الذي يحلم بفرص العمل بعدما انتهكته البطالة ، الشعب الذي يحلم بالحرية وقد
مزق فؤاده قانون الطوارئ ، شعب بات يحلم بالكرامة بعدما فقدت منذ عشرات بل مئات السنوات
و حال شعب يحلم أن يكون في ريادة العالم في مجالات الطب في حين تكثر وفياته .
حال شعب أنهكته الأسعار فصار الحلم مجرد مأوى و لقمة و ملبس مستورد بأرخص سعر من الصين
حال شعب يُصَدر بتروله و قطنه و قمحه و شعيره و فاكهته و يستورد بدلاً عنها أسلحة لمحاربة من ؟
شعب أطفاله في حالة عري و جوع و حالة انغمار ، شعب مقتول و مجروح إنه شعب يموت .
لكن زعماءه هم الخبر الأول في النشرة الأولى من حصاد الأخبار في كافة الفضائيات و الصحف
و المجلات مع أنهم ميتون لكنهم لا يموتون ،،، لا يموتون ...
المفضلات