لا يوجد مرجعية ثابتة تبين بالأرقام مدى احترام المذاهب الأخرى لعلمائهم
وبالتالي لا يتوفر مرجعية رقمية تثبت قلة احترام اهل السنة و الجماعة لعلمائهم
ومع ذلك في نظرة سريعة ملقاة على واقع المذاهب في العالم الإسلامي يمكننا استنباط
بعض المدلولات الحسية لما ورد في متن موضوعك أستاذي القدير محمد الشمري .
يمثل أهل السنة و الجماعة السواد الأعظم من كيان العالم العربي الاسلامي وبـ التالي
من الطبيعي أن يكثر عدد العلماء و الفقهاء من أهل السنة و الجماعة .
أما المذاهب الأخرى و علمائهم فعددهم أقل بالنسبة لأهل السنة و علمائها .
هذا التفاوت العددي يخلق صراع داخلي بين المذاهب قد لا يرى له ابعاد لكنه موجود حكماً .
وعلى اعتبار الاقلية العددية تمس المذاهب الأخرى لذلك نراهم اكثر حرصاً على دعاتهم و علمائهم
من حيث الاحترام و التوقير ..
من جانب آخر ... نريد رؤية توجهات الأنظمة الحاكمة التي قد ترعى مذهب على آخر و فئة على
حساب أخرى فنراها تدعم مثلاً العلماء من المذهب الشيعي و تكرس لهم في الندوات و حلقات
العلم و البرامج و غيرها كون هذا المذهب مع اتباعه و علماءه قد يحقق أهداف سياسية أو اجتماعية
أو اقتصادية لنظام ما .
ففي احدى دول الجوار منعت كتب السلفية من أهل السنة و الجماعة و تمت مصادرتها من الأسواق
مثل ( كتب ابن القيم رحمه الله ) و نشرت بدلاً عنها كتب لعلماء من المذهب الشيعي حيث
تكدست المكتبات بمؤلفاتهم و كتبهم و أبحاثهم .
أرى المد الديمغرافي الشيعي حصرياً يأخذ بالترسخ في قلب العالم الإسلامي و الأهداف طبعاً
باتت مكشوفة و معروفة من الجميع و لكن من يستطيع أن يقول لا .
و صرنا نرى قذف لبعض علماء السنة و الجماعة على منابر المساجد بشكل يجرح مشاعر أهل
السنة ، الذين بعد سلسلة تراكمات سياسية وقمعية جنحوا الى الذم و عدم احترام علمائهم
و توقيرهم الأمر الذي خلق صراعاً نفسياً و استراتيجياً بين مؤيد ومعارض ومنتهج و منتفع .. الخ
هناك خطوط حمراء للحكومات والانظمة لا يمكن ان يتجاوزونها مع علماء الشيعة ، بعكس ما يفعلونه
تلك الحكومات والانظمة مع علماء السنة .
إن الدور السياسي يلعب بشكل مباشر في هذا الإطار الذي فعلاً يدعو لتوقير علماء المذهب
الشيعي مع اخلال في ذلك بالنسبة لعلماء السنة و أتباع المذهب السني من غير العلماء .
حتى الليبراليين الشيعة لا نجدهم ينتقدون علماء المذهب الشيعي ولا يزجون بانفسهم حتى بالاختلاف معهم بينما ليبراليوا السنة نجدهم لاهم لهم سوى انتقاد تصرفات خصومهم من الاسلاميين السنة .
قد يكون هنا انتقادات ولكن لا تذاع ولا توضع تحت دائرة الضوء كونهم يحققون مكتسبات مهمة
لأنظمة ترعاهم و تشد على ايديهم و تمارس سياسة الضبابية على تصرفاتهم .
العربي والفارسي والقبلي والحضري والفلاح والعلماني واليبرالي وكل المنتمين للمذهب الشيعي تجدهم مع المذهب وان كانوا مختلفين معه فكرياً ، بينما السنة نجدهم مع فكرهم وحزبهم وتنظيماتهم كل على حدة دون توحد حول المذهب .
ان خلق حالة الشتات من قبل الأنظمة و مريديها يجعل من أتباع المذهب السني في حالة هذيان
فالصراع هنا اقوى و دائرة الانجذاب للمذهب الشيعي أقوى من غيرها ,,, يخلق ذلك حالة لا وعي
في السلوك و التصرفات و القناعة بما أتى به المذهب السني ..و علماءه و أئمته .
حاولت ارساء نقاط من واقع مشاهد وحسي بالدرجة الأولى و هو واقع لا أبالغ إن قلت فيه مرض
وفيه معاناة ...
فالأنظمة تكرس لمذهب دون آخر و تعمل على تفتيت عرى المذهب السني و شرذمة متبعيه
هي وحدها اللعبة السياسية التي تتحكم بخيوط التفاصيل المذكورة أعلاه
أستاذي القدير
دام نبضك بيننا ...
المفضلات